(مسألة: والجنة والنار جزاء على الأعمال) لتقابلهما أعني الدارين، فكما أنه يدخل النار العاصي بعصيانه يدخل الجنة المطيع بطاعته ولما سيأتي (وقيل: هما لازمان طبيعيان فالأولى) أي الجنه (لازم طبيعي لعمل البر، والنار)لازم طبيعي (لعمل الإثم) كما يستلزم الغذاء اللذة والسم الألم فليسا بجزاء (لأن الجزاء ما قابل نفعا أو ضرا للجازي وهما مستحيلان) أي الضر والنفع ( في حق الله، قلنا) ردا عليهم (مخالفة أمره استخفاف به شبيه بالضر وطاعته تعظيم له شبيه بالنفع قالوا هما) أي الاستخفاف والتعظيم (مبنيان على أن أمره ونهيه طلب والطالب محتاج، قلنا: بل هما ) أي الأمر والنهي ( إرشاد للعباد فهما في المعنى خبر عما يستلزمه العمل من خير أو شر وإن كانا في صورة الطلب) ولهذا قيل في حد الأمر والنهي أنهما خبرا(1) عن الثواب وذلك (لئلا ينافي) الغنى وا(التخيير) الذي صرح به أمير المؤمنين عليه السلام في قوله: إنما أمر تخييرا ونهى تحذيرا، وكقوله تعالى: {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} ولتنتفي المغالبة لو حملناه على الحقيقة (ولقوله تعالى: {جزاء بما كانوا يعملون} من الطاعات التي هي أخص معنى من مطلق الشكر كالطاعة المصحوبة بالتذلل والخضوع ولقضاء العقل أن المطيع يستحق الثواب والعاصي العقاب اللذان هما ثمرة المعرفة، والإخلال.
مخ ۲۲