تحفة الابرار شرح مصابيح السنة

Al-Nasafi al-Baydawi d. 685 AH
65

تحفة الابرار شرح مصابيح السنة

تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة

پوهندوی

لجنة مختصة بإشراف نور الدين طالب

خپرندوی

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت

ژانرونه

في جوف الليل انطفأ ما سلف من الخطايا، وإذا صام واعتاد قلة الأكل والشرب انقمعت شهواته، وانقلعت مواد الذنوب من أصها، وحينئذ دخل في الخير من كل وجه، وأحاطت به الحسنات. و"رأس الأمر ": أصله، ألا ترى أنه فسر بالإسلام؟ و" عموده ": ما يقوم به ويعتمد عليه، ونظيره قوله ﵊:" الصلاة عماد الدين " ولأنها العمل العام الدائم الظاهر الفارق بين المؤمن والكافر. و" ذروة السنام ": أعلاه، ولا ريب في علو أمر الجهاد وتفوقه على سائر الأعمال. و(ملاك الشيء): أصله ومبناه، وأصله ما يملك به كنظام. وقوله:" كف عليك " أي: كف عليك لسانك، فلا تتكلم بما لا يعنيك، فإن من كثر كلامه كثر سقطه وومن كثر سقطه كثرت ذنوبه، ولشره الكلام مفاسد يطول إحصاؤها. أو: لا تتكلم بما يهجس في نفسك من الوساوس، فإنك غير مأخوذ به ما لم يظهر، لما روى أبو هريرة أنه قال ﵇:" إن الله تعالى تجاوز عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل ". أو: لا تتكلم – أو: لاتتفوه – بما ستره الله عليك، فإن التوبة عنه أرجى قبولا ووالعفو عنه أرجى وقوعا. و" ثكلتك أمك ": فقدتك، والثكل: موت الولد وفقد الحبيب، وهذا وأمثاله أشياء مزالة عن أصلها إلى معنى التعجب وتعظيم الأمر.

1 / 69