295

تحفة الابرار شرح مصابيح السنة

تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة

ایډیټر

لجنة مختصة بإشراف نور الدين طالب

خپرندوی

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت

ژانرونه

ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو به ".
" وقال عبد الله بن مسعود: كنا إذا صلينا مع النبي ﷺ قلنا: السلام على الله - قبل عباده - السلام على جبريل، السلام على ميكائيل، السلام على فلان، فلما انصرف النبي ﷺ أقبل علينا بوجهه، قال: لا تقولوا: السلام على الله، فإن الله هو السلام، فإذا جلس أحدكم في الصلاة فليقل: التحيات لله، والصلوات الطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإنه إذا قال ذلك أصاب كل عبد صالح في السماء والأرض ".
كانوا يسلمون على الله أولا ثم على أشخاص معينين من الملائكة والناس، فأنكر النبي ﷺ أن يسلموا على الله، وبين لهم أن ذلك عكس ما يجب أن يقال، فإن كل سلامة وإحياء ورحمة له ومنه، فهو مالكها ومعطيها، وأعلمهم أن الدعاء للمؤمنين ينبغي أن يكون شاملا لهم، وعلمهم ما يعمهم، وأمرهم بإفراده - صلوات الله عليه - بالذكر، لشرفه ومزيد حقه عليهم وتخصيص أنفسهم، فإن الإلهام بها أهم، و(التحية): تفعلة، من: الحياة، بمعنى الإحياء والتبقية على الخير، والصلاة من الله: الرحمة، و" الطيبات ": ما يلائم ويستلذ به، وقيل: الكلمات الدالة على الخير، كـ (سقاه الله ورعاه)، أتى بالصلوات والطيبات في هذا الحديث بحرف العطف، وقدم " الله " عليهما، فيحتمل أن يكونا معطوفين على " التحيات "، والمعنى ما سبق، ويحتمل أن يكون " الصلوات "

1 / 303