ودخلت سنة ست وستين وستمائة:
فيها وردت الگخبار بوفاة بركة ملك التتار ببلاد الشمال واستقرار ابن أخيه منكواتمر بن طوغان مكانه. وفيها أمر السلطان بيناء قرية على وادى السدير بالقرب من العباسة، فبنيت وسميت الظاهرية، وبى بها جامعا لإقامة الخطبة . وكان المكان المذكور متنزها للماوك، وإنما سمى العباسة لأن الأمير أحمد بن طولون أمير مصر نزل بها متنزها فولد له ولد ذكر أسماه العباس، فتسب الموضع إليه . وفيها عاد السلطان إلى الشام يالعساكر، ونزل بالعوجاء، ثم سار بالعسا كر إلى جهة يافا، وكان حال نزوله إلى غزة قد حضر اليه رسل من جهة صاحبها جوان دبلينبضيافة ، معتقدن أن الصلح مستمر، والحال مستقر ، فأظهر قبول الضيافة مهم . وتوجهت الحيوش نحوهم وهم على غرة فلم يفجأهم إلا هجوم العساكر إليهم بأهبة الحروب ، فكان ذلك عليهم من أعظم الخطوب ، ورأوا ما هالهم من الجيوش التى عبأها لهم : وتركوا المدينة ولجأوا إلى القلعة ، فزفت العساكر إليها بسرعة وكان السلطان قد تقدم فحلف الأمراء والأكابر ومقدمي العساكر أن لا يتعر ضموا لأحد من أهل يافا بأذية ولا ينهيوا لهم شيئا من أمتعتهم ، ولا بأخذوا من جميع موجودهم قليلا ولا كثيرا ، ولا جليلا ولا حقيرا ، وأمرهم أن بحلفوا ( من يليهم من مماليكهم وأجنادهم وحراسهم على ما رسمه من ذلك : فلم يبق أحد حتى دخل فى اليمين ، وتجنب أن يمين ، وقصد السلطان بذلك
مخ ۶۱