ولى الأمور فسكان أحسن منظرا
من تقدمه واكرم مخبرا
قد قال حين بلاه بعد عصابة
من قبل كل الصيد فى جوف القرا
أفرج السلطان عن جماعة كانوا مسجونين من أيام كتبغا قد طال مكهم فى السجون وسخنت مهم الأكباد والعيون، ففرج كريهم وحل عقدتهم وجلس ثانى يوم مجلسا أرمب الأعداء فيه بسطواته وعدد لكل منهم سالف اساءاته وأمر بهم فحملوا إلى الاعتقال . فكان حقيقا بأن يقال :
له يوم بؤس فيه للناس أبؤس
ويوم نعيم فيه للناس أنعم
فيقطر يوم الجود من كفه الندى
ويقطر يوم البأس من كفه الدم
حضر ولد أقوش الرومى الذى ذكرنا أن مماليكه تواطأوا على قتله، فرقف بالأبواب الشريفة يلتمس الإقادة من قاتلى والده، فرسم السلطان جمع الحكام، فاجتمعوا بين يديه وقضوا فى ذلك بما ندبت الشريعة المطهرة إليه وحكموا على القاتلين جميعا بالقتل، فأخذوا ووسطوا بالسيف وكانوا سبعة، فلله دره من ملك يقيم الشرع على نظامه وينفذ قول كل حاكم على قول إمامه وشرع السلطان فى تأمير مماليكه الخواص الذين صيروا معه وصابروا وحافظوا على مناصحته وثابروا، فتهم من نقله إلى الطبلقاناه ال و مهم من أعطاه عدة العشرات ومنهم من عين له أخاير الإقطاعات وكان هذا التأمير هو الذى اكدت أسباب المقادير لا كالذى اعتمده من ذكرنا متقدما فإته كان كالخيال بل أسرع منه فى ازوال . وفوض الوزارة إلى فخر الدين بن الخليلى وكان قد تمادت عطلته وطالت بطالته، فانتاشه من قرارة الخمول وأنار نجمه وقد كاد يدركه الأفول وتركه ريثما استراش ودب فيه الانتعاش ثم عزله بعد ذلك على ما سنذكره . وأقام الأمير حسام الدين قرالاجين أستاذ الدار والأمير سيف الدين بلبان المحمدى على عادته أمير جذار، وفوض إلى مملوكه الرق ومحبه الحق وغذى نعمته ونعمة والده مؤلف هذه السيرة وآثر هذه الأخبار الأثيرة بيبرص الدوادار نيابة دار العدل الشريف أوضح الله به آثاره وأعلى بسلطانه مناره والنظر على الأوقاف الميرورة المنصورية بالديار المصرية والشامية، سنى الله عهد واقفها الشهيد
مخ ۲۱۰