165

فى تلكم الساعة، فتساقطوا فى الخندق متهافتين ونهاووا مترادفين ولم يصل هم سوى شخص واحد دنت مثيته وانقضت مدته، وآخر تصبدعت أعضاؤه وتتعتعت أو صاله، فبقى مدة بعد العود إلى المدينة ومات، وسائر الساقطين سلموا وما تأثروا ولا ألموا، وسلم الله تعالى مولانا السلطان سلامة عجيبة حى كأن الملائكة احتملت جواده على أجنحتها أو يد القدرة الإلهية ضبطته يقدرتها وعصمته وما زال يعصمه من الزلل وصانه، وما برح ي صونه من الخلل ووقاه بعنايته، وقاية حقق بها سبحانه الأمل : شعر

لم يثبت الجسر لما مر صافنه

عليه بل خر اجلالا لهيبته

فجال فى الحال طرف الطرف مستبقا

النجاة به من بين عصبته

فصانه سعده واللطف حارسه

وقدر الله خيرا فى سلامته

فدام فى نعمة تبقى مؤيدة

وخلدت أيد الأيام دولته

إلا أنه ساعه ذلك التشويش اللع عرض، فانزعج لحدوثه وانقبض. وحين حصل فى القلعة لم مجلس للخوان بل أخذته الحاشية ( والغلمان وأبدى إذ ذاك ذات نفسه ، وأظهر فى يومه ما كان مخفيا فى أمسه ، وقال للذين معه : انى إنما أردت الراحة من الإتعاب والإقامة بحصن الغراب ، وقد انثى العزم عن الحج فى هذا العام إلى وقت آخر . وأفاض على الأمير جمال الدين المشار إليه خلعه، وأمره بالخروج من القلعة، فخرج هو ومن كان بها من المذكورين ال و البحرية المجر دين والرجالة أجمعين. واستقر فيها السلطان بمماليكه الأقربين ، وكان قد سفر حربمه وأدره الكربمة مع الركب المصرى جمال الدين خضر بن نكيه، فاستدعاهم من العقبة إلى الكرك، فساروا إليهما واجتمعوا عنده جميعا فيها وتقدم إلى الأمراء الذين توجهوا صحبته بالعود إلى الديار المصرية. فعادوا قوما بعد قوم، وكان أول من وصل منهم الملك الجوكندار وبيبرس الأحمدى ومبارك أمير آخور، وصلوا في الثالث والعشرين من شوال ال و اجتمعوا بسلار والركن أستاذ الدار وأحضروا كتابا ذكروا أنه من عند السلطان بالتنصل من السلطنة وابتعاده عن المملكة، والاقتناع بالمكان الذى هو فيه. فركبنا (...) التسيير على العادة ، فقال المذكوران لبقية الأمراء :

مخ ۱۹۰