159

إلا همودها وتلافها وهيفها وجفافها، فكاتوا كما قال الله عز وجل )فى كتابه العزيز (انما مثل الحياة الدنياكماء أنزلناه من السماء فاختلط به تبات الأرض هما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها آتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس ، كذلك نفصل الآيات لقوم بتفكرون ) . وغلت الغلات لذلك فانتهى سعر القمح إلى خمسين درهما الإردب ثم انحط قليلا قليلا . وفيها عاد الأمير بدر الدين صبرة من بلاد التتار وقد كان أخذ من بلد سيس أسيرا فى الغارة الى ذكرتاها متقدمأ وحمل إلى الأردوا، قيسر الله انفلاته من أيديهم وعودته إلى الأبواب السلطانية، فأحسن السلطان إليه وأعاد إمرته عليه. وفها قتل هشوم بن قسطنطين صاحب سيس يبلده، قتله مقدم من مقدمى التتار يسمى برلغى، كان مجردا بتلك البلاد بثمانه واتفق وصول شخص من مماليك الأمير شمس قراسنقر نائب حلب رسولا إلى صاحب سيس مطالبا له بالقطيعة الى جرت عادته بها إلى الأبواب السلطانية، فشعر به برلغى فوئب على صاحب سيس فقتله وأخا له اسمه على ناق، واحتمل ايدغدى الشهرزورى المذكور وسار الى الاردوا، فتبعه أخو صاحب صيس ال واسمه ليفون، ونساء أخويه المقتولين معه إلى الأردوا ووقفوا لخربندا وأطلعوه على الصورة، فانتصف هم من خصمهم وأمر بقتله جزاء عما اعتدى، فسقى كأس الردى . وأقر ليفون مكان أخيه الهالك وأعاده إلى هنالك ال وفيها عزم سيف الدين سلار على المسير بجيش كثيف إلى اليمن وقام هذا الأمر فى باله وتصور فى وهمه وسولت له نفسه أنه ينهض بمناله، وتقرر أن كل مقدم ألف من الأمراء الكبار بجمع من ماله ومال مضافيه شيئا معلوما ويعمر مركبا كبيرأ وقاربا صغيرا لحمل الزاد فى البحر وأن العسكر تسير بالخيل والهجن فى البر، فشرع الناس فى تجهيز هذه المراكب وعمل ما معها من

مخ ۱۸۳