152

ودخلت سنة أربع وسبعمائة :

فيها وصل رسل الأبواب الشريفة من عند خربندا ملك التتار وهما الأمير حسام الدين أزدمر المجيرى والقاضى عماد الدين ابن السكرى، وقد ذكرنا أنهما كانا معوقين عند قازان منذ أرسلهما إليه السلطان ، فلما اتفق هلاكه وتملك أخوه خربندا مكانه، أطلق سبيلهما وأحسن اليهما ، فقدما إلى الأبواب الشريفة السلطانية ووصل معهما رسول من جهته برسالة مشتملة على ذكر المصالحة وابتغاء المالمة وتقرير المودة وإبداء المحبة، فاكرم مثوى الرسول وأعيد عليه الجواب بالقبول وأصحب برسل من الأبواب الشريفة . وفيها أجدبت الأغوار وما يليها جدبا أجلى عنها ساكنيها حتى يقال إن بعض الضياع لم يوجد فيها ماء لمشرب أهلها، فانيز حوا (عها لشدة محلها. وفيها وصل ر سول أبى يعقوب المرينى صاحب الغرب بهدية إلى الباب الشريف ، ووصل معه ركب من المغاربة لقصد الحج، فحجوا وعادوا ورجعوا آمنين كما أرادوا . وفيها وصل ملك دنقلة باذلا للطاعة وقائما بالقطيعةوسأل تجريد عسكر يفتح به البلاد على اسم السلطان وحرمته، فأجيب إلى مساءلته وجرد معه عسكرا لإعانته رعاية لطاعته.

مخ ۱۷۶