ودخلت سنه إحدى وسبعمائة :
فيها توفى الخليفة الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين بمنظرة الكبش ، فحمل إلى مشهد السيدة نفيسة وصلى عليه الشيخ كريم الدين عبد الكريم العجمى شيخ الخانكاه، ودفن إلى جانب المشهد. وكانت مدته مذ بويع له فى الدولة الظاهرية ووقع اسم الخلافة عليه، أربعين سنة . وهو أول خليفة دفن بمصر ال من العباسيين . وخلف أولادا أكبرهم يسمى سليمان فاستخلف ولقب المستكفى بالله وكنيته أبو الربيع ، وذلك فى ثامن عشر جمادى الأولى (من هذه السنة . وأجرى عليه ما كان لوالنه من الرواتب، وصار يركب مع السلطان ويلعب معه الكرة فى الميدان، وضاعف له الإكرام والإحسان . وفيها كثر الفساد من عربان الصعيد واحتاجوا إلى التمهيد، فتوجه صيف الدين سلار وركن الدين الجاشنكير ومعهما جماعة من الأمراء والعسكر المنصور واثختوا فيهم قتلا وأسرا ونهبا وسبيا حتى استأصلوا منهم الشأفة ، ولم تأخذهم بهم رأفة : ال و فيها توفى أمير مكة الشريف أبو نمى محمد بن سعد بن على بن قتادة الحسنى. واختلف أولاده من بعده وهم رميثة وحميضة وعطيفة وأبو الغيث، فاقتضى احضار رميثة وحميضة إلى الباب السلطانى تأديبأ لهما، وترتيب أخوبهما فى الإمرة مكان والدهما.
مخ ۱۶۲