134

حمص وجاء نحو دمشق فتزل فى المرج وكثر عند ذلك الهرج والمرج : وعاث العدو فى جبل الصالحية وخربوا مساجده وزواياه ومشاهده، وحاصروا قلعة دمشق وبها علم الدين أرجواش المنصورى نائبا، فصير وصابر وحفظ القلعة وأظهر المتعة وأعانه قفجاق وبكتمر السلحدار بتخذيل التتار وتخفيف الحصار فصانها الله تعالى إلى أن انكشفت التتار عن البلاد ولم ينالوا منها شيئا من المراد . ولمسا كان قازان بالشام كتب إلى الحصون والجهات الكتب والفرمانات يرهب فيها ويرغب . فلم يأذن الله له بالتمكن من شىء من الحصون ولا استباح جماها المصون . وجرد هؤلاء إلى الأغوار ومعه تومان من تولينه وجموع من شياطينه فعاثوا وعبثوا وأفسدوا مدة ما لبثوا . وأما بقية العساكر المنصورة فنهم من سبق الخبر ومنهم من جاء على الأثر ومنهم من لاذ بالقلاع رجاء الامتناع وتجردت الصالحية لحفظ الطرقات واستطلاع المستجدات وإظهار ضبط التجريد وإشاعة الاهتمام للتريب والبعيد . وتوائرت العساكر أولا قأولا اذ ليس لهم إلا مصر والقاهرة موثلا . فأول من وصل الأمير سيف الدين الطباخى نائب حلب ومن معه من العساكر الحلبية وسلكوا الساحل فى طريقهم وخج عليهم الجبلية لما حصلوا فى مضيقهم وتخطفوا من استفر دوه وقتلوا من ال وجدوه ونهبوا مايق معهم من صيانة القماش والعدة، فكانوا فى تمام الشدة: ال ووصل بعده نائب دمشق الأمير جمال الدين ومن معه من عسكر الشام. ثم ال و صل الأمير سيف الدين كراء المتصورى تائب صفد، ووصل بعد ذلك ازين الدين كتبغا من صلخد على طريق الكرك وترك أولاده بها . واجتمع هؤلاء جميعا بالأبواب السلطانية وجاءت التراكمينوغير هم من أهل البلاد إلى الديار المصرية، فشحنت بالأمم وامتلأت بالعرب والعجم، ووسعهم المراحم الآلهية والبركة السمائية والصدقات السلطانية، وفرغت الخزائن السلطانية وأخرجت الذخائر وحملت الأموال إلى الأمراء والعساكر وشملهم النفقات وغمرتهم الصلات. فجددوا العدد الجميلة والثياب النفيسة والخيول المسومة ، وكملوا ما تقص من حالهم وعادوا كاحسن ما كانوا من أهبتهم

مخ ۱۵۸