الذين قرقوا من مماليك ( السلطان، فعز موا على فتنة يثيروتها ويوقدون نارها و يسعررنها بسبب ما ترتب فى نفوسهم من تفريقهم وابعادهم وتناقض أحوالهم، وقرر يعضهم مع بعض آنهم يركبون بالليل ويحتاطون على ما فى الاسطبلات من الخيل ، ويثورون على العساكر ثورة يقضون يها أوطارهم ويأخذون مأرهم . فهض الذين فى الكيش والميدان وركبوا ودخلوا المدينة وأرسلوا إلى أصحابهم الذين هم بدار الوزارة، فأبوا أن يأتوهم ، فهجموا خزانة البنود وأخرجوا خشداشيهم المسجونين فها ونهبوا من الاسطبلات الخيل الى قدروا عليها . وأدركهم الصباح وهتف داعى الفلاح وركب الأمراء من القلعة ، فسارت الماليك إليهم وتقاتلوا معهم ثم لحقهم الأمير سيف الدين بهاهر الحاج فى جماعة من العسكر، فهزموهم بالكيرة وكانت عليهم الكسرة وأخذت عامتهم من الشوارع وأمسكوا من الأزقة والقوارع وخابت أطماعهم وإنما تضرب رقاب الرجال المطامع وأوقدو ا نار الغتنة وكانوا وقودها، وأضرموها فلما شبت أعجزهم خمودها، وتمثل :
لا تنبش الشر فتبلى به
قليل من يسلم ن نبشه
إذا طغى الكيش بشحم الكلا
أدرج رأس الكبش فى كرشه
وكان أكثرهم شرا واعظمهم مكرا على ما ذكر اثنان يعتقدان أنهم من كبارهم وذوى أخطارهم، أحدهما اسمه (كتبغا والآخر ساطلمش، فلما أخنوا سكنت الثواثر ودارت عليهم الدوائر ، ولم أكن يوميد حاضرأ مع من هو حاضر لأن لله تعالى بى ألطافا تبعدنى عن هذه الوقائع وتخرجى من هذه المجامع ، فإنما الأعمال بالنيات والله تعالى مطلع على ما تجنه الطويات، وإنما بلغى هذا الخبر الذى أوردته فى هذه السيرة ممن كان له فيه مشاركة فلما انقضت هذه الواقعة كانت من الأسباب الى أو جبت حركة كتبغا وركوبه فى السلطنة التى لم ينل منها مراما ولا أحكم فيها وقد نققها الدهر إيراما، حسنوا له أن يجلس فى الدست ويستقل بالأمر لرغبتهم قى الانتقال إلى الإقطاعات والارتقاء فى الدرجات، فغلبوا على رأيه وحملوه على تعديه وافترائه، وكان اكثرهم على ذلك مثابرة وأسرعهم إليه مبادرة بتخاص وبكتوت
مخ ۱۴۳