وقال الإمام أبو محمد موفق الدين بن قدامة: بلغني عن أبي حنيفة ﵀ أنه قال: من أنكر أن الله ﷿ في السماء فقد كفر.
فتأمل هذا الكلام المشهور عن أبي حنيفة عند أصحابه أنه كفر الواقف الذي يقول لا أعرف ربي في السماء أو في الأرض، فكيف يكون حكم الجاحد النافي الذي يقول: ليس في السماء ولا في الأرض؟ واحتج أبو حنيفة على كفره بقوله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ [طه: ٥] .
بين أن الله فوق السماوات فوق العرش، فقال: وعرشه فوق سماواته، وبين بهذا أن قوله ﴿عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ فوق العرش، ثم أردف ذلك بكفر من توقف في كون العرش في السماء أو في الأرض، قال: لأنه أنكر أن يكون الله في السماء، وأن الله في أعلى عليين، وأنه يدعى من أعلى لا من أسفل.
وكذلك أصحاب أبي حنيفة من بعده كأبي يوسف ومحمد؛ كما قدمنا ما روي عنهم، وكذلك هشام بن عبيد الله؛ كما روى ابن أبي حاتم وشيخ الإسلام بإسنادهما أن هشام بن عبيد الله صاحب
1 / 87