عرفنا معناه أو لم نعرفه، وكذلك ما ثبت باتفاق سلف الأمة وأئمتها، مع أن عامته منصوص عليه في الكتاب والسنة.
[ما تنازع فيه المتأخرون من ألفاظ]
وأما ما تنازع فيه المتأخرون نفيا وإثباتا فليس على أحد، بل ولا له أن يوافق أحدا على إثبات لفظ أو نفيه، حتى يعرف مراده، فإن أراد حقا قبل منه، وإن أراد باطلا رد عليه، وإن اشتمل كلامه على حق وباطل لم يقبل مطلقا، ولم يرد جميع معناه، بل يوقف اللفظ ويفسر المعنى.
كما تنازع الناس في الجهة والتحيز وغير ذلك، فيقول بعض الناس: ليس في جهة، ويقول آخر: بل هو في جهة.
فإن هذه الألفاظ مبتدعة في النفي والإثبات، وليس على أحدهما دليل من الكتاب ولا من السنة، ولا من كلام الصحابة والتابعين، ولا أئمة الإسلام، فإن هؤلاء لم يقل أحد منهم: إن الله ﷾ في جهة؛ ولا قال: إن الله ليس في جهة، ولا قال: هو متحيز، ولا قال: ليس بمتحيز.
والناطقون بهذه الألفاظ قد يريدون معنى صحيحا، وقد يريدون معنى فاسدا، فإذا قال: إن الله في جهة، قيل له: ما تريد بذلك؟ أتريد أن الله سبحانه في جهة تحصره وتحيط به؟ أم تريد أمرا عدميا، وهو
1 / 60