تحف العقول
تحف العقول
پوهندوی
تصحيح وتعليق : علي أكبر الغفاري
د ایډیشن شمېره
الثانية
د چاپ کال
1404 - 1363 ش
ستاسې وروستي لټونونه به دلته ښکاره شي
تحف العقول
ابن علي حراني d. 400 AHتحف العقول
پوهندوی
تصحيح وتعليق : علي أكبر الغفاري
د ایډیشن شمېره
الثانية
د چاپ کال
1404 - 1363 ش
ثم حمد الله وأثنى عليه وقال: أما بعد فما بال أقوام يذمون الدنيا؟ انتحلوا الزهد فيها. الدنيا منزل صدق لمن صدقها ومسكن عافية لمن فهم عنها ودار غنى لمن تزود منها مسجد أنبياء الله ومهبط وحيه ومصلى ملائكته ومسكن أحبائه ومتجر أوليائه، اكتسبوا فيها الرحمة وربحوا منها الجنة، فيمن ذا يذم الدنيا يا جابر؟ و قد آذنت ببينها (1) ونادت بانقطاعها ونعت نفسها بالزوال ومثلت ببلائها البلاء وشوقت بسرورها إلى السرور وراحت بفجيعة وابتكرت بنعمة وعافية ترهيبا وترغيبا، يذمها قوم عند الندامة. خدمتهم جميعا فصدقتهم (2). وذكرتهم فذكروا ووعظتهم فاتعظوا وخوفتهم فخافوا. وشوقتهم فاشتاقوا. فأيها الذام للدنيا المغتر بغرورها متى استذمت إليك بل متى غرتك بنفسها؟ بمصارع آبائك من البلى؟ (3) أم بمضاجع أمهاتك من الثرى؟. كم مرضت بيديك وعللت بكفيك (4)، تستوصف لهم الدواء. وتطلب لهم الأطباء، لم تدرك فيه طلبتك ولم تسعف فيه بحاجتك (5)، بل مثلت الدنيا به نفسك وبحاله حالك غداة لا ينفعك أحباؤك ولا يغني عنك نداؤك، حين يشتد من الموت أعالين المرض وأليم لوعات المضض، حين لا ينفع الأليل (6) ولا يدفع العويل،
مخ ۱۸۷
د ۱ څخه ۵۱۵ ترمنځ یوه پاڼه ولیکئ