واستشهد الإمام محمد بن عبدالله في شهر رمضان الكريم، سنة خمس وأربعين ومائة، وله من العمر: اثنتان وخمسون سنة، وكان لقبه النفس الزكية، وكان فيه خاتم في كتفه، يشبه خاتم النبوة في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفي ذلك يقول الشاعر:
وإن الذي تروي الرواة لبين .... إذا ما ابن عبدالله فيهم تجردا
له خاتم لم يعطه الله غيره .... وفيه علامات من البر والهدى
وقال لأهله: إني على قتال هؤلاء، فإن زالت الشمس ومطرت السماء فإني مقتول، وإن زالت الشمس ولم تمطر السماء وهبت ريح فإني أظفر بالقوم، ثم أمرهم - أنه إذا أتت الأمارة من الله التي تدل على قتله - أن يحرقوا كتبا خاف عليها من أعداء الله، وكان أشبه الخلق في حملاته بالحمزة بن عبد المطلب، وكان عنده سيف أمير المؤمنين صلوات الله عليه ذو الفقار.
قال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليه السلام: وفي حديثه عليه السلام أنه كان إذا حمل عليهم سمعت فيهم قصفة كأجيج النار في أجمة القصب، وكان يشبه في الفصاحة بجده علي بن أبي طالب صلوات الله عليه.
قال في الشافي: وكان يقاتل بالسيف، فيضرب ضرب جده علي بن أبي طالب عليه أفضل الصلاة والتسليم، وقال - لما انهزم عنه أصحابه -: اللهم إنهم عجزوا عن احتمال أمرك، والجهاد مع ولد نبيك، فاجعلهم في حل من بيعتي، ثم عطف على الناس في قلة من أصحابه، أهل البصائر خاصة وأهل بيته، وقاتل حتى قتل في الموضع الذي أخبر جده الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنه يقتل فيه، في الحرم الشريف من المدينة المطهرة.
والجنود التي واجهته بالقتال، أنفذها أبو الدوانيق، عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس، وكان عبدالله ممن بايع الإمام المهدي، فنكث بيعته، وادعى الملك لنفسه، كما تقدم في ذكر من قتل في أيامه من أهل البيت.
قبر جسده الشريف إلى جنب الحسن السبط، صلوات الله عليهم.
مخ ۷۷