بيعته عليه السلام
بويع له عليه السلام يوم الاثنين، لثمان بقين من شهر رمضان سنة أربعين، وخرج لقتال معاوية، وعسكر بالنخيلة، فغدر به أصحابه فاضطر للمصالحة.
ولما غدرت به الأمة الغادرة، ونكثت عهده الجبابرة، ورفضت قول أبيه الرسول صلوات الله عليه وعلى آله وسلامه: ((الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا، وأبوهما خير منهما))، اضطر إلى مهادنة بني أمية، وصعد المنبر فقال - بعد حمد الله، والثناء عليه، والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم -: (أيها الناس والله ما بين جابلق وجابلص ابن بنت نبي غيري وغير أخي، فيكن استماعكم لقولي على قدر معرفتكم بحقي، أيها الناس إنا كنا نقاتل وفينا الصبر والحمية، فقد شيب الصبر بالجزع، وشيبت الحمية بالعداوة، وإنكم أصبحتم اليوم بين باكيين: باك يبكي لقتلى صفين خاذل، وباك يبكي لقتلى النهروان ثائر، وإنكم قد دعيتم إلى أمر ليس فيه رضى ولا نصفة، فإن كنتم تريدون الله واليوم الآخر حاكمناهم إلى ظبات السيوف، وأطراف الرماح، وإن كنتم تريدون الدنيا أخذنا لكم العافية).
قال في الشافي - عند ذكر هذه الخطبة -: فتنادى الناس من جوانب المسجد: البقية البقية.
قال في القاموس: جابلص - بفتح الباء واللام أو سكونها -: بلد في المغرب ليس وراءه إنسي، وجابلق: بلد بالمشرق.
مخ ۴۹