واستجابة من أهل البيت صلوات الله عليهم لأوامر الله تعالى، وشفقة منهم بأمة جدهم صلى الله عليه وآله وسلم، كان منهم تعميد هذه العقائد وترسيخها بدمائهم الزكية الطاهرة على مرور الأزمان، وفي كل مكان، ومن تأمل التاريخ وجدهم قد ضحوا بكل غال ونفيس في سبيل الدفاع عنها وتثبيتها، ثائرين على العقائد الهدامة، منادين بالتوحيد والعدالة، توحيد الله عز وجل وتنزيهه سبحانه وتعالى، والإيمان بصدق وعده ووعيده، والرضا بخيرته من خلقه.
ولأن مذهبهم صلوات الله عليهم دين الله تعالى وشرعه، ومراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإرثه، فهو باق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وما ذلك إلا مصداق قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)).
"واعلم أن الله جل جلاله لم يرتض لعباده كما علمت إلا دينا قويما، وصراطا مستقيما، وسبيلا واحدا، وطريقا قاسطا، وكفى بقوله عز وجل: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون} [الأنعام:153].
وقد علمت أن دين الله لا يكون تابعا للأهواء: {ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض} [المؤمنون:71]، {فماذا بعد الحق إلا الضلال} [يونس:32]، {شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله} [الشورى:21].
مخ ۴