تحف شرح زلف
التحف شرح الزلف
ژانرونه
إلى قوله: فلو فعلت السماء ما فعلتم لتطأطأت إذلالا، والجبال لصارت دكا، والأرض لمارت مورا، إني لأعجب من أحدكم يقتل نفسه في معصية الله ولا ينهزم يقول بزعمه: لا تتحدث نساء العرب بأني فررت، وقد تحدثت نساء العرب بأنكم خفرتم أمانتكم، ونقضتم عهودكم، ونكصتم على أعقابكم، وفررتم بأجمعكم عن أهل بيت نبيكم، فلا أنتم تنصرونهم للديانة، وما افترض الله عليكم، ولا من طريق العصبية والحمية، ولا بقرب جوارهم وتلاصق دارهم منكم، ولا أنتم تعتزلونهم فلا تنصرونهم ولا تنصرون عليهم عدوهم، بل صيرتموهم لحمة لسيوفكم، ونهزا لشفاء غيظكم، من قتلهم واستئصالهم، وطلبهم في مظانهم ودارهم، وفي غير دارهم، فصرنا طريدة لكم من دار إلى دار، ومن جبل إلى جبل، ومن شاهق إلى شاهق.
ثم لم ينفعكم ذلك حتى أخرجتمونا من دار الإسلام إلى دار الشرك، ثم لم ترضوا بذلك من حالنا حتى تداعيتم علينا معشر العرب خاصة من دون العجم من جميع الأمصار والمدائن والبلدان، فخرجتم إلى دار الشرك تلذذا منكم بقتلنا، وتقربا إلى ربكم باجتياحنا، زعمتم أن لا يبقى بين أظهركم من ذرية نبيكم عين تطرف، ولا نفس تعرف، ثم لم يقم بذلك إلا أعلامكم ووجوهكم وعلماؤكم وفقهاؤكم، والله المستعان.
إلى قوله: فلما سمعنا كلامه وخطبته بكينا حتى كادت أنفسنا أن تخرج، قال: فقمنا وتشاورنا، فقلنا: هل بقي لكم حجة أو علة لو قتلتم عن آخركم، وسبيت ذراريكم، واصطفيت أموالكم كان خيرا لكم من أن تشهدوا على ابن نبيكم بالعبودية، وتنفوه عن نسبه، قال: فعزمنا ألا نشهد.
قال: فقال أبو البختري: إن هذا يحيى قد دخل الديلم..إلى قوله: وقد جازت الرخصة في الكذب والخديعة في الحرب.
إلى قوله: والله لئن امتنعتم من الشهادة عليه لتقتلن عن آخركم، ولتسبين ذراريكم، ولتأخذن أموالكم، فتقدموا فشهدوا بأجمعهم.
مخ ۱۳۱