121

Trust of a Muslim in Allah in Light of the Quran and Sunnah

ثقة المسلم بالله تعالى في ضوء الكتاب والسنة

خپرندوی

دار كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م

د خپرونکي ځای

الرياض - المملكة العربية السعودية

ژانرونه

فقيض لهم أسباب الابتلاء والمحن ليصلوا إليها. ومنها أن الشهادة من أعلى مراتب الأولياء فساقهم إليهم. ومنها أنه أراد إهلاك أعدائه، فقيض لهم الأسباب التي يستوجبون بها ذلك من كفرهم وبغيهم وطغيانهم في أذى أوليائه، فمحص بذلك ذنوب المؤمنين، ومحق بذلك الكافرين» (١). ٤ - ثقة النبي بالله تعالى في غزوة الأحزاب: ومن الثقة في نصر الله تعالى ما كان من النبي ﷺ في غزوة الأحزاب، وقد التفت عليه جموع الشرك والمشركين، وصناديد الكفر والمنافقين ومع ذلك كان النبي ﷺ واثقًا من نصر الله تعالى له. فعن البراء بن عازب ﵁ قال: «أمرنا رسول الله ﷺ بحفر الخندق قال وعرض لنا صخرة في مكان من الخندق لا تأخذ فيها المعاول قال فشكوها إلى رسول الله ﷺ فجاء رسول الله ﷺ قال عوف وأحسبه قال وضع ثوبه ثم هبط إلى الصخرة فأخذ المعول فقال: بسم الله فضرب ضربة فكسر ثلث الحجر وقال الله أكبر أعطيت مفاتيح الشام والله أني لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا ثم قال بسم الله وضرب أخرى فكسر ثلث الحجر فقال الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس والله أني لأبصر المدائن وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا ثم قال بسم الله وضرب ضربة أخرى فقلع بقية الحجر فقال الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن والله أني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا» (٢). ولقد كان المسلمون يدعون الله تعالى: «اللَّهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا»، ودعا رسول الله ﷺ على الأحزاب، فقال: «اللَّهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم».

(١) فتح الباري بشرح صحيح البخاري، أحمد بن حجر العسقلاني، ٧/ ٣٤٧. (٢) أخرجه أحمد في مسنده رقم ١٨٧١٦، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده ضعيف لضعف ميمون أبي عبد الله (٤/ ٣٠٣).

1 / 127