ترجمة الشيخ عبد الرحمن الأفريقي
ترجمة الشيخ عبد الرحمن الأفريقي
خپرندوی
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
د ایډیشن شمېره
السنة الحادي عشرة-العدد الأول
د چاپ کال
غرة رمضان١٣٩٨هـ
ژانرونه
(١) عبد الله بن عمر. (٢) عبد الله بن الزبير. (٣) عبد الله بن عباس. (٤) عبد الله بن جعفر. (٥) عبد الله بن عمرو بن العاص. (٦) عبد الله بن مسعود. (٧) عبد الله بن أبي السرح.
وفي عهد معاوية بن أبي سفيان بعث جيشًا كبيرًا بقيادة معاوية بن خديج الكندي عام ٤٥ فغزا أفريقيا ثلاث غزوات، وعين يزيد بن معاوية وقيل أبوه معاوية عقبة بن نافع الفهري الذي تم له التوغل في غرب أفريقيا وقال البربر، وبلغ إلى المحيط: وناجى ربه عند المحيط بعد أن أدخل قوائم فرسه في البحر قائلًا: "اللهم لو كنت أعلم أن أحدًا وراء هذا المحيط من الخلق لمضيت مجاهدًا في سبيلك" ثم عاد - ويومها لم تكن أمريكا مذكورة ولا أخبارها معلومة -.
ولقد عدّد السيوطي ﵀ في كتابه (درُّ السحابة فيمن دخل مصر من الصحابة)، وفي كتابه (حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة) - عدد أسماء جملة من الصحابة، الذين وطئت أقدامهم بلاد مصر وهي من القارة الإفريقية، وطؤوها داعين الخلق إلى عبادة الخالق، وترك عبادة المخلوق، ولم يدخلوها دخول المستعمرين الذين أكلوا الحرث والنسل، والذين أفسدوا العقائد والفطر، وأشاعوا فيها الكنائس والبيع لاتخاذ الأحبار والرهبان أربابًا من دون الله.
ولقد ذكر التاريخ أن عقبة بن نافع الذي سبقت الإشارة إلى ذكره أو عقبة بن ياسر أو عقبة بن عامر قتله كَسيلة بن كزم البربري وهو عائد إلى القيروان من غزوة غزاها لنشر دين الله سنة ٦٣هـ، وخلف فيها أولادًا ينتمي إليهم الفلاتنون، كما ذكر ذلك صاحب كتاب (تعريف العشائر والخلان بشعوب وقبائل الفُلاّن) والله أعلم بحقيقة الحال. قال ﵀: "وفي كتاب الاستيعاب في أسماء الأصحاب لابن عبد البر المغربي المالكي (عقبة بن نافع بن عبد قيس الفهري) وفدَ على عهد النبي، وكان ابن أخت عمرو بن العاص فولاّه افريقية، وافتتح غدامس وكُورًا من السودان وودّان وبلاد البربر، وغزا السويس القصوى، وكان مستجاب الدعوة، قتله كسيلة بن كزم سنة ٦٣هـ" اهـ. من كل هذا يعلم أيضًا أن صلة تلك البلاد بالبلاد العربية وأهلها ألصق، ونسب بعض جذاميرها بهم أقرب، كيف لا وقد ربط الله بينهم الإسلام، وجعل وشيجته أقوى الوشائج، وصلته أعظم الصلات.
وما أحسن قول العلامة الأستاذ أبي الحسن الندوى قال: "وقد عقد الله بين العرب والإسلام، ثم بين الحجاز والأمة الإسلامية، ثم بين الحرمين الشريفين وقلوب المسلمين للأبد، وربط مصير أحدهما بالآخر".
لذا فإن الشعوب المسلمة في أفريقيا عندما حل ببلادها المستعمر اعتبروا تلك الفترة فترة بلاء، وأيام نحس - وساعات بؤس، وآثروا الموت على الحياة.
وفي هذا الوقت ولد الشيخ عبد الرحمن الافريقي المترجم له، وشب عن الطوق، ولما بلغ سن التمييز بعثه والده إلى فقيه
1 / 166