51

Training Advocates on Rhetorical Methods

تدريب الدعاة على الأساليب البيانية

خپرندوی

الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة

د ایډیشن شمېره

العدد ١٢٨-السنة-٣٧

د چاپ کال

١٤٢٥هـ

ژانرونه

وفي رواية أخرى قالت ﵂: «إنما كان رسول الله ﷺ يحدث حديثا لوعده العاد لأحصاه» (١) وفي رواية عنها: «ما كان رسول الله ﷺ يسرد سردكم هذا ولكنه كان يتكلم بكلام بين فصل يحفظه من جلس إليه» (٢) وقد حاول كثير من أئمة البلاغة والأدب وصف هديه ﷺ في خطبه وكلامه وفصاحته فلم يقدروا من ذلك إلا على جوانب من ذلك دون أخرى، كقول الإمام ابن القيم: «كان ﷺ أفصح خلق الله وأعذبهم كلاما، وأسرعهم أداءً، وأحلاهم منطقا، حتى إن كلامه ليأخذ بمجامع القلوب، ويسبي الأرواح، ويشهد له بذلك أعداؤه، وكان إذا تكلم بكلام مفصّل مبّين يعده العاد، ليس بهذا مسرع لا يحفظ، ولا منقطع، تخلله السكتات بين أفراد الكلام، بل هديه فيه أكمل الهدي، قالت عائشة ﵂: «ما كان رسول الله ﷺ يسرد سردكم هذا، ولكن كان يتكلم بكلام لين فصل يحفظه من جلس إليه» (٣) وكان كثيرا ما يعيد الكلام ثلاثا ليعقل عنه، وكان إذا سلّم سلَّم ثلاثا، وكان طويل السكوت لا يتكلم في غير حاجة، يفتتح كلامه ويختتمه بأشداقه، ويتكلم بجوامع الكلم، فصل لا فضول ولا تقصير، وكان لا يتكلم فيما لا يعنيه، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، وإذا كره الشيء عرف في وجهه، ولم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا صخابا، وكان جل ضحكه التبسم، بل كله

(١) متفق عليه: خ: المناقب (٣٥٦٨)، م: الزهد (٢٤٩٣) (٢) الشمائل: للترمذي باب كيف كان كلام رسول الله ﷺ ص ١٨٣ (٣) م: الفضائل (٢٤٩٣)، ت المناقب (٣٦٤٣) وقال حسن صحيح، د: العلم (٣١٧٠)

1 / 377