التفكر في البحر، والاعتبار بأمواجه وتنوع ما فيه،
من الجواهر والحيوانات وما في البر منها
الحمد لله الذي نوع أدلة ربوبيته وتوحيده وقامت من كل جانب، فعرفه الموفقون من عباده وأقروا بتوحيده إيمانًا وإذعانًا، وجحده المخذولون من خليقته وأشركوا به ظلمًا وكفرانًا، فهلك من هلك عن بينة وحيي من حيي عن بينة، والله سميع عليم.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من يعلم أنه لا رب له سواه، ولا يعبد إلا إياه.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الذي أكمل الله به الدين، وأتم به النعمة على عباده المؤمنين، لم يفارق الأمة حتى تركها على المحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلا من كان من الهالكين ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [التّوبَة: ١٢٨] .
أما بعد: فيا عباد الله- أحسن ما أنفقت فيه الأنفاس هو التفكر في آيات الله وعجائب صنعه، والانتقال منها إلى تعلق القلب
والهمة به دون شيء من مخلوقاته؛ ولهذا يكرر الله تعالى في القرآن
1 / 96
المقدمة
١- لا تشكك في وجود الله ﵎
٢- الله أكبر من كل شيء، وأعظم
٣- محاسن ربنا ﷻ (أسماؤه وصفاته)
٤- الله الخالق لا الطبيعة
٥- لم يتخذ ولدا سبحانه
٦- معجزات الأنبياء من أعظم الأدلة على الخالق، وصفاته، وصدق رسله، واليوم الآخر
٧- آيات الله في الأرض (وهي كروية، ولا تدور)
٨- السموات، والشمس، والقمر، والكواكب، ودلالتها على خالقها العظيم
٩- (وما بينهما) الهواء ومنافعه، والرياح، والريح خيرها وشرها
١٠- السحاب، والنبات والثمار
١١- البحر، والاعتبار بأمواجه وتنوع ما فيه من الجواهر، والحيوانات، وما في البر منها
١٢- خلق آدم أبي البشر، وفضله، وما في إيجاده وذريته من الحكم العظيمة
١٣- (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) آيات
١٤- أطوار الإنسان، ودلالتها على موجدها
١٥- (الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى
١٦- كيف لا يحب الله؟! الأسباب الجالبة لمحبته، وعلامتها