49

تسعه تصورات عن وخت: وخت سفر تر واقعيت او تخیل پورې

تسعة تصورات عن الزمن: السفر عبر الزمن بين الحقيقة والخيال

ژانرونه

ولم تكد تمر ثلاث أغنيات من الفقرة الغنائية الأولى حتى لاحظ ريتشي أن عازف الطبول ذا النظارات ينظر باتجاهه مرارا وتكرارا. وبحلول الوقت الذي عاد فيه هولي ليقود فرقته الخاصة، كان اهتمام الموسيقي واضحا بما يكفي ليمنع ريتشي من الانصهار وسط جمهور الشباب اليافع من حوله. دعا هولي ريتشي ليتقدم إلى وسط المسرح، حيث كان الشباب يفسحون المجال بكل ود وسرور لأي شخص كان محل اهتمام نجمهم المحبوب، وأنشدوا مقطعين من أغنية «ريف أون» في مكبر الصوت الذي يمسك به ريتشي، وفي نهاية الفقرة أعلن هولي للحشد أن عرض الليلة قد جرى تسجيله لمحطة إذاعية كبيرة من محطات نيويورك، وأنهم قد يتسنى لهم جميعا سماع أنفسهم عبر المذياع إذا كانوا محظوظين بحق. •••

لم يكن خبيرا في الصوتيات، بل شخصية هزلية كذلك. ولدى إصرار هولي، جذبت الفرقة ريتشي المتردد نحو مؤخرة المسرح ليشغل لهم التسجيلات الموسيقية التي سجلها. وأوضح لهم أن جهاز اليوهير هو أحدث الأجهزة في أوروبا. وأخبرهم بأنه يدير ورشة لتصليح أجهزة الراديو في وسط المدينة؛ وأن أخاه الأصغر الملتحق بالجيش في ألمانيا كان قد أرسل له هذا الجهاز بمناسبة عيد ميلاده.

بدوا مقتنعين بالقصة. وكانت المشكلة أن هولي أراد شراء الجهاز أيضا. أو على الأقل، أراد أن يحمل ريتشي على السماح له بالحصول على أشرطة التسجيل. فقد بدت جيدة فعلا، وبنفس جودة التسجيلات التي أجراها مع جيه إل في مرأب بوبي بيبلز في مدينة لوبوك. كانت رائعة. أيا كان ما حدث لبوبي العزيز؟

أيا كان ما حدث، علم ريتشي أن عليه أن يحكم قبضته على المسجل. فالأشرطة، وكذلك هو والجهاز، سيعيدهم «الوحش» في غضون ساعة من الآن. وإذا ترك هولي يحصل عليها، ويدسها داخل أعماق أمتعته، فستختفي ببساطة في الصباح. ولن يكون لها أثر. لكنه لا يجرؤ أن يسمح لأي أحد يتمتع بأي نوع من المعرفة الفنية المتخصصة بأن يتفحص جهازا لن يظهر إلا في المستقبل بعد ست سنوات من الآن.

أعلن مدير الجولة أن الحافلة مستعدة للمغادرة. وأراد هولي أن يسمع المزيد من التسجيلات. فاستدعى كارول أندرسون. سأله عن تلك الفكرة التي ناقشاها في وقت سابق، ألا تزال مطروحة؟ هز أندرسون كتفيه بالنفي. فقد أجرى بضع مكالمات هاتفية. يوجد شاب في مطار سيتي ميسون، يدعى روجر بيترسون، يمكنه أن يطير بثلاثة منهم إلى مورهيد، إن أرادوا الذهاب فعلا. لكن الليلة كانت قارسة البرودة؛ وظن أندرسون أن هولي قد غير رأيه، وأنه سيستقل الحافلة؟

لا. لا. لكنه غير رأيه ثانية. كان سيستمع إلى هذه التسجيلات ربما لنصف ساعة؛ وعلى أي حال، كان يظن أنه على وشك الإصابة بنزلة برد. فهل بإمكان السيد أندرسون فضلا أن يعيد إجراء المكالمات ويرتب كل شيء؟ ثم بعدها لربما أمكن السيد أندرسون أن يوصله إلى المطار؟ يمكن للحافلة أن تغادر الآن. دعهم يعانون مشقة رحلة 400 ميل. وفي غضون ساعتين، سيكون هو مضطجعا في فراش وثير دافئ.

قطب ريتشي جبينه محاولا أن يظل بعيدا عن الانتباه. كان ثمة خطب ما هنا. كان ذلك الفتى بلا شك محتالا لبقا. إنه مهذب كأي سيد جنوبي نبيل، لكن بطريقة ما انتفض الجميع حين همس يقول «ضفدع». لكن لم تكن تلك هي المشكلة. هز ريتشي رأسه محاولا تصفية ذهنه. فقد شعر بشيء غريب. ترى ماذا في الأمر؟ أوه أجل. «لم يكن ثمة ذكر لركوب طائرة في السيرة الذاتية، ليس حتى مساء الغد، حين انسحب هولي من الجولة». وبينما كان في حيرة أمره، لاحظ بالكاد المشاحنات التي نشبت بين عدد من مرافقي المغني، والتي حلت حين بقي اثنان عرفهما ريتشي من الحفل - أحدهما يحمل اسمه نفسه، ويدعى ريتشي فالينز، والرجل الضخم الذي يدعى بيج بوبر - مع هولي فيما أخذ الآخرون يتدافعون على الحافلة. «كان عليه أن يغادر المكان». لكن كيف؟ قام ريتشي بتشغيل التسجيلات لمزيد من الوقت، باحثا باستماتة عن مخرج قبل أن يعيده الوحش. وحين عاد أندرسون بالسيارة، شعر بارتياح شديد حتى إنه دفع بالتسجيلات ببساطة في يد هولي وأخبره أن بإمكانه الاحتفاظ بها، وراح فعليا يركض بأقصى سرعة لديه بعيدا عن الأنظار بالقرب من موقف السيارات. كان يراوده شعور سيئ بأنه لم يكن متواريا بالقدر الذي كان «المشروع» يتطلبه. بل كان ينتابه شعور سيئ حيال الأمر برمته. استند ريتشي إلى الجدار، ثم انهار على الأرض. شعر بشعور غريب «حقا».

ولم يكن ثمة أحد يلحظه حين تلاشى ببساطة مع جهاز اليوهير. •••

كان مكبر الصوت المكعب هو البداية لما حدث. ففيما كان ريتشي جيفريز يستمع إلى «الأعمال الكاملة للبيتلز» في استوديو منزله، راودته أحلام يقظة عن الفنانين العظام بحق الذين لم يحظوا مطلقا بمزايا التكنولوجيا وفوائدها. ومن بين مجموعة تذكارات الروك المعلقة على الجدار، وقعت عينه على الصورة الفوتوغرافية المكبرة والمؤطرة التي كانت في حجم ملصق إعلاني من جريدة «ميرور ريبورتر» تعود إلى عام 1959، وتصدر في كلير ليك بويسكونسن، وكانت تشير إلى وفاة ثلاثة من مطربي الروك آند رول في حادث تحطم طائرة بعد حفل في كلير ليك بويسكونسن. بادي هولي، الآن. كان بادي هولي بكل المقاييس يعرف ما عليه فعله بأي جهاز تسجيل. يا لها من خسارة. لكنه مات، وهذا هو تفسير الأمر كله.

بالطبع، كان ثمة أشخاص حوله لم يكونوا قد ماتوا، لكن من حسن الحظ أنهم لم يموتوا. أو ربما ماتوا، حسبما يعلم أي شخص. إنه لغز الروك الأبدي، الذي كان يقدم للصحفيين شيئا يتحدثون عنه كل عام أو نحو ذلك؛ أكان جون لينون لا يزال على قيد الحياة؟ كيف كان حاله هذا الشهر؛ جريتا جاربو البوب؟ أم هيوارد هيوز الروك؟ أيا كان الأمر، فقد استمرت إمبراطورية الأعمال التي أنشأتها زوجته يوكو لمدة طويلة بعد وفاتها، وقال المحامون إن لينون لا يزال على قيد الحياة، رغم أنه لم يقدم أي عروض منذ منتصف السبعينيات ولم ير علانية منذ جنازة يوكو في العام 1999.

ناپیژندل شوی مخ