تسعه تصورات عن وخت: وخت سفر تر واقعيت او تخیل پورې
تسعة تصورات عن الزمن: السفر عبر الزمن بين الحقيقة والخيال
ژانرونه
في منزله، فحص التواريخ الواردة في كتاب جون جولدروزن الضخم «بادي هولي، حياته وعصره». نشر ذلك الكتاب التذكاري بعد وفاة هولي المبكرة المأساوية في عام 1997، وهو في سن الحادية والستين (في إطار الواقع الموازي)، وتناول التاريخ الكامل لحقبة موسيقى الروك، وكان نتاج جهد تطوعي من الكاتب، بني على لقاءات مع الجميع بداية من نيكي سوليفان - الذي كان يعزف مع الرجل العظيم قبل الشهرة - وحتى تلاميذه في التسعينيات، الذين أعادوا أداء أغنية «دقة قلب» (هارتبيت). ولما كان هولي قد تعاون مع الجميع تقريبا، سواء بالعزف أو بتأليف الأغاني، خلال الفترة من عام 1957 وحتى عام 1997، فلم يكن مستغربا كثيرا أن جولدروزن قد سافر أكثر من 50 ألف ميل بغرض البحث وجمع المعلومات من أجل الكتاب وأمضى ثلاث سنوات في كتابته. لكن من بين نصف مليون كلمة في قاعدة البيانات، انحصر اهتمام ريتشي في ألفين منها فقط.
كان هولي قد غادر الجولة بعد حفل مورهيد بمينيسوتا يوم الثالث من فبراير عام 1959 وهو مصاب بنزلة برد شديدة أثرت على غنائه خلال العرضين. وبعد أن استقل الطائرة عائدا إلى نيويورك، ظل مختفيا عن أنظار العامة حتى الربيع، ثم ظهر بأول ألبوم له بعد انفصاله عن فريق «كريكتس»، وهو الألبوم الذي حقق ملايين المبيعات بعنوان «طرق الحب الحقيقي» (ترو لاف وايز). لذا كان حفل مورهيد خارج التقييم؛ إذ لم يرد ريتشي أشرطة لهولي يغني وهو مصاب بالبرد. لكن كل شيء كان يسير على نحو جيد - عدا الطقس - في الليلة السابقة في كلير ليك بويسكونسن. فبعد أن أمضى عدة أسابيع على الطريق، كان العرض قد بلغ ذروته من حيث قوة الأداء والحماسية. فقرر ريتشي أن ذلك هو التاريخ الذي عليه أن يقصده؛ فاتخذ الاحتياطات المناسبة للتدفئة وحماية نفسه من البرد؛ إذ ورد في رواية جولدروزن أن عازف الطبلة في فرقة هولي، تشارلي بانش، قد عانى لسعة الصقيع حين تعطلت حافلة الفريق وسط الجليد ذات ليلة في بداية الجولة.
بادي هولي
أرشيفات مايكل أوكس/جيتي
كان اختيار جهاز تسجيل مشكلة ثانوية. فقد كان ريتشي يملك عدة أجهزة قديمة، لكن لم يكن أي منها مناسبا لتلك الفترة. أضف إلى ذلك أن جهاز تسجيل من الخمسينيات قد يكون بدائيا أكثر مما ينبغي. فاستقر على جهاز من ماركة «يوهير» يعود إلى عام 1965. لم يكن لأحد سوى محترف أن يعرف أن هذا الجهاز أكثر تطورا بقليل من أحدث الأنواع عام 1959؛ وكم محترفا من المرجح أن يلتقيهم ريتشي في كلير ليك بويسكونسن في حفل روك في ليلة متجمدة من ليالي فبراير؟ كان إغراء وضع جهاز سوني كيوبيك في جيبه أكبر مما يمكنه تحمله، لكنه احترم الأشخاص الذين وضعوا قواعد المفارقة التاريخية. فإذا قبض عليه متلبسا لكن دون وجود أدلة مادية تدينه، فقد لا يواجه شيئا أسوأ من تقاعد مبكر بعض الشيء عما توقع. لكن إذا قبض عليه وهو يلقي بالمفارقات التاريخية في الماضي، فسيصبح الأمر قضية فيدرالية.
ولم تكن الملابس تمثل مشكلة. فقد كان بإمكانه الحصول عليها عند تنفيذ المشروع. كل ما سيكون في حاجة إليه إذن هو خمس دقائق تقريبا مع «الوحش» بمفرده؛ وهو أمر ليس صعبا للغاية بالنسبة إلى مهندس اتصالات. فلو أن كل شخص من المفترض أن يكون في مهمة المراقب حصل في الوقت ذاته على طلب تجاوز ليكون في مكان آخر، فمن سيدري بالأمر عدا المعالج المركزي؟ وبقليل من التعديل، يمكن للمعالج المركزي أن ينسى الأمر قبل حتى أن يحدث. وبما أن «خطأ» لم يشغل أي حيز في الوقت الحقيقي في المكان والزمان الراهنين، فقد كان كل ما عليه فقط هو أن يضبط جهاز التحكم عن بعد، ويسير عبر شعاع الضوء ويخرج على الجانب الآخر. غير أن الأمر سيتطلب تقريبا خمس ساعات من وقته الشخصي من أجل أن يسير عبر الشعاع، وسينطوي الأمر على فرصة لتسجيل أحد أعظم الحفلات الغنائية «المفقودة». وسيكون ذلك باستخدام شريط تناظري عتيق الطراز على آلة بدائية تعمل بواسطة بطارية. بعد ذلك يمكنه أن ينقيها رقميا، ويضعها في مكعب، وبالطبع ما كان له أن يعلم أحدا بالأمر. أليس كذلك؟
هيا، لتعبر ذلك الجسر حين تحين اللحظة. لقد صارت أمامه الآن فرصة لرؤية هولي وسماعه مباشرة مرة أخرى، وليس مجرد تسجيل غنائه فقط. قد لا يكون المكان هو ويمبلي في عام 1981، وقد يكون هو في الثالثة والخمسين من عمره وليس في الخامسة والعشرين، لكنه شعر ثانية بذلك الوخز الخفيف القديم في ظهره من مجرد التفكير في الأمر. غمغم في نفسه وهو يفكر قائلا: «لنفعلها يا ريتشي، الآن، وإلا سينتابني الخوف من الفشل، ولن أفعلها أبدا.» •••
لم يدلف إلى القاعة - قاعة سيرف بولروم - مبكرا فحسب، بل دلف إليها مجانا، وذلك بفضل سياسة المدير كارول أندرسون، التي تسمح «للآباء» بالدخول كضيوف شخصيين له، ليطمئنهم على أن الأطفال لن يتعرضوا لأي أذى وهم في كنفه وتحت رعايته. أما بالنسبة إلى آلة التسجيل، فقد اندهش أندرسون من اكتنازها ومن جودة الصوت الذي تعيد إنتاجه، كما كان سعيدا بالسماح لريتشي بتسجيل شريط «للأطفال». لا مشكلة تماما.
لكن ظهرت المشكلات لاحقا.
لا يمكن لأحد سوى محترف أن يكتشف أسبقية جهاز اليوهير لوقته. بحق الجحيم، كيف له أن يعرف أن الصبي كان محترفا؟ بالطبع، كان الصبي قد أصبح خبيرا في أروقة الاستوديوهات في الستينيات. لكنه كان الآن في الثانية والعشرين من عمره فقط، وترعرع في الجانب الفقير من تكساس، وله لكنة تقليدية ثقيلة. لم لم تخبرك السيرة الذاتية اللعينة لجولدروزن بأن هولي كان يتسكع في الاستوديوهات منذ كان في السابعة عشرة من عمره؟
ناپیژندل شوی مخ