44

تسعه تصورات عن وخت: وخت سفر تر واقعيت او تخیل پورې

تسعة تصورات عن الزمن: السفر عبر الزمن بين الحقيقة والخيال

ژانرونه

كان روبرت هاينلاين هو صاحب أكثر المحاولات الأدبية المرضية لإنشاء مثل هذه الحلقات، وجاءت أبرز هذه المحاولات في قصتيه «بالجهد الذاتي »، و««-أنتم أيها الموتى الأحياء-»». ظهرت القصة الأولى في عدد شهر أكتوبر من مجلة «أستوندينج» لعام 1941، تحت اسم أنسون ماكدونالد؛ فقد كان هاينلاين، واسمه الأوسط أنسون، يكتب الكثير من الأعمال في تلك الفترة حتى إنه كان يضطر إلى استخدام اسم آخر لبعض من أعماله؛ حتى العدد ذاته من مجلة «أستوندينج» نشرت فيه قصة أخرى حملت اسمه الحقيقي.

يسافر بطل هذه القصة - واسمه بوب - إلى المستقبل عبر بوابة زمنية دائرية تظهر على نحو غامض في غرفته. وهناك يقابل عجوزا أشيب الشعر يخبره بأنه قد انتقل 30 ألف عام في المستقبل، ويوضح له أن البوابة تركها عرق فضائي لم يعد له وجود الآن (مقدما بذلك سببا دقيقا لعدم شرح الكاتب لكيفية عمل البوابة) وأن الجنس البشري قد آل إلى حالة من الانصياع من شأنها أن تمكن رجلا مثل بوب من أن يعيش ملكا في جنة ذكورية شوفينية تكتمل بوجود إماء. وباستخدام البوابة، يوطن بوب نفسه في زمن يسبق ذلك الذي عاش فيه راعيه العجوز، مسلحا بقاموس مكتوب بخط اليد في مفكرة كان قد وجدها، ليترجم بين الإنجليزية واللغة التي يستخدمها من هم الآن عبيده. وبعد سنوات، يستخدم بوب - الذي أصبح عجوزا الآن - بوابة الزمن لينظر إلى نفسه في الماضي، ويبدأ في تشغيل الأحداث التي أودعته في المستقبل. تكاد تكون هذه هي القصة الكاملة للحلقة الزمنية، لكن لا يبدو أن بإمكان هاينلاين تفادي وجود إحدى المفارقات. فبعد أن أمضى بوب سنوات في المستقبل، يبدأ قاموسه في الاهتراء؛ لذا ينسخه في مفكرة جديدة. ويصبح هذا هو الكتاب «الأصلي» الذي تجده ذاته الأولى فيما بعد، ما يقدم تفسيرا لأصل القاموس كجسم مادي. لكن (وفيها هنا من الاستدراك الكثير) لا يفسر هذا مصدر المعلومات الواردة في القاموس. من الذي وضع الترجمة الأصلية؟ ثم نعود إلى مفارقة المطوية الأولى/شكسبير لسيناريو الكون الأوحد. فالقصة في النهاية لا تشكل حلقة زمنية تامة. غير أن من الصعب إيجاد تدفق مشابه في المنطق المستخدم في قصة ««- أنتم أيها الموتى الأحياء -»».

نشرت تلك القصة لأول مرة في عدد شهر مارس لعام 1959 من مجلة «فانتازي آند ساينس فيكشن» بعد أن رفضتها مجلة «بلاي بوي» (وذلك وفقا لما ورد عن هاينلاين). والحلقات الزمنية المتداخلة لهذه القصة (التي أنصحك بقراءتها بشدة إن لم تكن قرأتها) أعقد من أن أستطيع الخوض فيها هنا، ولكن إيجازا تدور القصة حول شابة يافعة يغرر بها وينتج عن ذلك حملها بطفل، لكن في أثناء الولادة، التي كانت متعسرة، يكتشف أن «الفتاة» تملك أعضاء تناسلية ذكورية وأنثوية على حد سواء، وبسبب ما تعرضت له الأخيرة من تلف على إثر الولادة، يجرى لها إعادة تعديل (إن كان هذا هو المصطلح الصحيح) لتصبح رجلا. ثم يختطف الطفل منها ولا تراه الأم أبدا بعد ذلك. ترتبط الأم - التي أصبحت الآن رجلا - لاحقا بعلاقة صداقة مع مسافر عبر الزمن يعرض «العودة به» عبر الزمن لمواجهة المعتدي، لكنه بالطبع يكون «هو» نفسه المعتدي. تتكشف الأحداث كما حدثت من قبل، ويختطف الطفل على يد المسافر عبر الزمن ويودع دارا للأيتام قبل تسعة عشر عاما من الولادة. يقوم المسافر عبر الزمن الآن بتجنيد الشاب - الذي صار يجسد الأم والأب في الآن نفسه - في مركز الخدمة العسكرية السرية للسفر عبر الزمن، ويودعه مكتب التجنيد العسكري الزمني لتلقي التدريب. ويأتي المنعطف الأخير في القصة حين يصبح المسافر عبر الزمن نسخة أكبر سنا من الشاب نفسه. فكل شخصية مهمة في القصة هي الشخص نفسه! وهكذا نترك البطل وهو يفكر: أعرف من أين أتيت «أنا» - لكن من «أين أتيتم جميعا أنتم أيها الموتى الأحياء؟»

روبرت هاينلاين

ديفيد داير-بينيت/ويكيميديا كريتيف كومونز «لا يمكن لشيء أن يسير على نحو خاطئ؛ لأن شيئا لم يسر على نحو خاطئ ... وقد كنت أعني أن «لا شيء سيسير على نحو خاطئ.» لا - بعدها توقفت عن محاولة صياغة ما قصدت؛ إذ أدركت أن السفر عبر الزمن إذا أصبح واسع الانتشار، فسيتحتم على القواعد النحوية للغة الإنجليزية أن تضيف مجموعة جديدة تماما من الأزمنة لوصف المواقف الانعكاسية؛ تصريفات أفعال من شأنها أن تجعل الأزمنة الأدبية في اللغة الفرنسية والأزمنة التاريخية في اللاتينية تبدو مبسطة.»

روبرت إيه هاينلاين، كتاب «الباب المفضي إلى الصيف»

هذا هو أقرب ما رأيت إلى قصة مثالية ومكتملة عن السفر عبر الزمن. غير أنها تظل خيالية، ولا تحوي شيئا من العلم الحقيقي. ولكن يمكن للعلم الحقيقي أن يصف مواقف تشبه إلى حد كبير موقف تلك الأم العزباء في قصة هاينلاين. لا يروق علماء الفيزياء التعامل مع الناس؛ لأن لكل منهم فكره الخاص ولا يمكن التنبؤ بأفعالهم؛ هب مثلا أن تلك النسخة الذكورية من الشخصية قررت ألا تغرر بشخصيته الأنثوية اليافعة. إن علماء الفيزياء يسعدون أكثر بكثير بالتعامل مع أشياء من قبيل الأجسام الكروية المكتملة الاستدارة، وابتكروا نسخة من مفارقة الجد تشتمل على كرات بلياردو تمر عبر حلقة زمنية، ويمكن حلها باستخدام قواعد ميكانيكا الكم.

تخيل نفقا زمنيا - كالذي وصفته في تصوري السادس - مقاما بحيث تكون كلتا فوهتيه قريبة إحداهما من الأخرى. وقد أجرى مجموعة من العلماء بقيادة كيب ثورن وإيجور نوفيكوف (وهو عالم كونيات روسي الأصل انتقل لاحقا إلى الدنمارك) - ويطلقون على أنفسهم اسم «الاتحاد» - دراسة تفصيلية للمعادلات التي تصف ما يحدث لجسم ما يسافر عبر نفق كهذا.

إن كانت الفوهتان متقاربتين في المكان، وفي الزمان كذلك، مع وجود فارق زمني ضئيل بينهما، فيمكن إطلاق كرة بلياردو في الفوهة المناسبة للنفق الزمني على النحو الذي يجعلها تخرج من الفوهة الأخرى (تلك التي لم تسافر عبرها) في الماضي، وتحظى بالوقت الكافي للسفر عبر المساحة الفاصلة بين الفوهتين لتصطدم بنفسها قبل أن تدخل النسخة الأولى منها إلى الفوهة الأخرى، مزيحة تلك النسخة الأولى من طريقها. وهكذا لا تسافر كرة البلياردو عبر الزمن مطلقا، ولا يحدث التصادم أبدا، وبذا تدخل النسخة الأولى من كرة البلياردو النفق الزمني ... وهكذا دواليك. ويعتبر هذا نظير مفارقة الجد لدى هؤلاء الفيزيائيين، والذي يشيرون إليه بأنه الحل غير المتسق ذاتيا للمشكلة، ويذهبون إلى حتمية رفضه؛ لأن الكون لا يمكن أن يسير على هذا النحو.

ولعل السبب وراء ثقتهم في مقبولية رفض الحل غير المتسق ذاتيا أنهم وجدوا أنه دائما ما يكون هناك حل واحد آخر على الأقل للمعادلات، يقدم صورة متسقة ذاتيا انطلاقا من الظروف المبدئية نفسها. فاتحاد العلماء لا يقبل إلا بالحلول المتسقة ذاتيا لإشكاليات السفر عبر الزمن فحسب، ويتجاهلون ما عداها من حلول.

ناپیژندل شوی مخ