تسعه تصورات عن وخت: وخت سفر تر واقعيت او تخیل پورې
تسعة تصورات عن الزمن: السفر عبر الزمن بين الحقيقة والخيال
ژانرونه
3
وتسببت عملية تعرف بالتضخم في تمدد هذه البذرة، ثم تبع ذلك وقوع الانفجار العظيم وظهور النجوم والكواكب والبشر.
وهذا التمدد في اتجاه بعيد عن حالة من الكثافة الفائقة هو الصورة المطابقة تماما - في سياق نظرية النسبية العامة - لانهيار المادة من أجل تكوين ثقب أسود. وتخبرنا تلك المعادلات بأن هذا الانهيار سيستمر في طريقه حتى الوصول إلى نقطة ذات كثافة لا نهائية - أي متفردة - لكن لا يعتقد أي من علماء الفيزياء أن هذا يحدث فعلا. فهم يعتقدون أن النظرية العامة تصبح عند حد ما غير كافية لوصف ما يحدث (تماما مثل نظرية نيوتن عن الجاذبية التي رغم كونها جيدة إلى حد ما، فإنها غير كافية لشرح كيفية انثناء الضوء بفعل الشمس)، وهنا تتولى قوانين ميكانيكا الكم المهمة، وإن كنا لا نملك بعد المعادلات التي تصف التحول الذي يحدث. إن قوانين الكم تلك - والتي تعمل بالعكس - هي ما تصف الانبثاق المبدئي لكوننا من حالته الفائقة الكثافة. التكهن البديهي لذلك هو أن المادة حين تنهار إلى متفردة (لكن ليس على نحو كامل)، يعكس التمدد عند نقطة ما. لكننا لا نرى ثقوبا سوداء تلتف وتنفجر عائدة بداخل الكون، إذن ما الذي يحدث؟ الاستنتاج هو أن الكتلة والطاقة اللذين يتوجهان نحو المتفردة يحول مسارهما إلى داخل ثقب دودي بحيث يخرجان في مكان آخر. وهذا يتسق تماما وقوانين النظرية العامة. وكما أوضحت في تصوري السابع، فإن هذا «المكان الآخر» قد يكون زمنا آخر. أو قد يكون، كما يبدو الآن، زمكانا مختلفا؛ أي كون آخر موجود بالفعل في الكون المتعدد. غير أن سمولين يبحث في احتمالية أخرى. في السيناريو الذي وضعه، سوف تمر المادة التي تتمدد بعيدا عن حالة الكثافة الفائقة بطورها الخاص من التضخم وتنمو لتصبح كونا قائما بذاته، له زمكانه الرباعي الأبعاد الخاص به.
4
لقد أنجب أحد الأكوان كونا آخر، وبما أننا نعرف الآن أن هناك وفرة من الثقوب السوداء في أرجاء الكون الذي نعيش فيه، فيبدو أن كوننا ماهر للغاية في إنتاج أكوان صغيرة.
ويتوقف معظم من يفكرون في هذا الأمر عند هذا الحد. لكن سمولين تساءل عن سبب خصوبة الكون بهذا الشكل. ويذهب في هذا الشأن إلى أن قوانين الفيزياء تسهل تشكيل الثقوب السوداء كثيرا، وأن آلية عمل الاندماج النووي والأنفاق الكمومية، على سبيل المثال، لو كانت مختلفة ولو قليلا، لما استطاعت النجوم المرور بالعمليات التي تنتج عنها الثقوب السوداء، وهناك أمثلة أخرى يمكنك أن تجدها في كتابه «حياة الكون». غير أن أحدا لا يعرف - ولا تخبرنا المعادلات كذلك - لماذا تحظى هذه المعاملات بالقيم التي تحظى بها. وعلى حد علمنا، فإن قوانين الفيزياء قد تكون مختلفة بعض الشيء - أو حتى مختلفة تماما - في أكوان أخرى ، وأن سلوك أشياء مثل النجوم سيختلف عن سلوك النجوم في كوننا. والنماذج الرياضية - أي تجارب المحاكاة - لهذه السيناريوهات منطقية تماما.
يخمن سمولين أن في كل مرة يولد فيها كون وليد من ثقب أسود، ستكون قوانين الفيزياء التي يعمل على أساسها هذا الكون مختلفة قليلا عن القوانين السارية في الكون الأب، بطريقة يشبهها سمولين بأبناء بيولوجيين يختلفون قليلا عن والديهم. في عالم البيولوجيا، يمثل هذا الاختلاف بالطبع الأساس الذي يعمل عليه الانتقاء الطبيعي، وهو القوة المحركة للتطور. ويرى سمولين أن هذا أكثر من مجرد تشبيه. فكون مثل كوننا، الذي يجيد إنتاج الثقوب السوداء، سيكون له الكثير من النسل، والسمات التي يرثها ذلك النسل ستنتشر على نطاق واسع عبر أرجاء الكون المتعدد؛ أما الكون الذي يصعب فيه خلق ثقوب سوداء، فسيخلف نسلا أقل، وستكون مثل هذه الأكوان نادرة. ويشير سمولين إلى أن كوننا هو نتاج عملية تطور من هذا النوع، وأنه نتج عن انهيار ثقب أسود في كون آخر. لكن تأثير كل هذا يظل قائما في سيناريوهات اللازمن لدى هويل ودويتش وباربور؛ لأن ما يهم هو الأحجام النسبية للأنواع المختلفة من الكون التي تنتشر عبر فضاء الطور. وفيما يتعلق بسيناريو اللازمن، يقول سمولين إنه «يمكن الدفع إذن بأن الانتقاء الطبيعي لا يخلق شيئا جديدا، وإنما يختار فقط من قائمة من الاحتمالات الموجودة دائما». من هذا المنظور، يتمتع الكون بالخصائص التي نراها؛ لأنه تطور ليصبح منتجا كفئا لأنواع بعينها من النجوم، أو لأنه يشغل منطقة مأهولة من فضاء الطور، وذلك وفق المنظور البديل. ومن قبيل الصدفة فحسب أن أحد الآثار الجانبية لكل هذا يتمثل في أن العملية قد أنتجت على الأقل كوكبا واحدا يصلح لأن يكون موطنا للحياة.
يحمل هذا بين طياته إشارة تحذير للمسافرين عبر الزمن. فحتى ولو كنت تملك جهاز «السائر» وبإمكانك الانزلاق جانبيا بسلاسة عبر الزمن إلى أرض أخرى، فقد لا تكرم تلك الأرض مقامك. فمجرد اختلاف طفيف في قوانين الفيزياء يمكن أن يكون له آثار بليغة على العمليات الكيميائية الحيوية التي تقوم عليها الحياة. على سبيل المثال، ترتبط جزيئات الحمض النووي بعضها ببعض بقوة تعرف باسم الرابطة الهيدروجينية. فإن كانت الرابطة الهيدروجينية أضعف في الكون المجاور، فسيبدأ الحمض النووي في الانحلال بمجرد وصولك إلى هناك. لكن إن كان هذا يقلل من إغراء مقترح السفر جانبيا عبر الزمن، يمكن للمتحمسين لفكرة السفر عبر الزمن أن يجدوا لأنفسهم العزاء في فكرة أنه إذا كان سمولين محقا، فإننا بذلك ندين بوجودنا ووجود الكون للسفر الجانبي عبر الزمن. هذا هو الجوهر الأساسي للزمن، ونقطة جيدة ليتوقف عندها النقاش، إلا لتهدئة أي شواغل قد تخالجك حول المفارقات التي تمثل المادة الخام للكثير من قصص الخيال العلمي.
هوامش
التصور التاسع: كيف تتلاعب بالمفارقات
ناپیژندل شوی مخ