تسعه تصورات عن وخت: وخت سفر تر واقعيت او تخیل پورې
تسعة تصورات عن الزمن: السفر عبر الزمن بين الحقيقة والخيال
ژانرونه
يحدث الإدراك حين يصطدم الضوء بصندوق بعينه، وسيكون ذلك الإدراك على وعي بالماضي والمستقبل تماما كوعينا به. ولأغراض روايته، يمضي هويل إلى اقتراح أنه قد يكون ثمة أكوام عديدة من الكوات، يناظر كل منها وعيا إنسانيا مختلفا: «ثمة مجموعة من تلك الكوات تطلق أنت عليها «أنت»، وأخرى أطلق عليها أنا «أنا» ... لا يمكن أن يكون هناك إلا إدراك واحد، وإن كان لا بد أن يكون هناك أكثر من مجموعة من الكوات». لكنني أريد أن أنطلق بالفكرة نحو اتجاه جديد، وأجعلها مواكبة لبعض من أحدث التصورات حول طبيعة الزمن.
لقد استلهمت رؤيتي المغايرة لهذا الموضوع من رواية «وولفبين» لفريد بول وسيريل كورنبلوث، التي ظهرت في كتاب للمرة الأولى في عام 1959 (وكانت قبل ذلك بعامين قد نشرت في حلقات مسلسلة في مجلة «جالاكسي») لكنني قرأتها في أواخر ستينيات القرن العشرين، عقب قراءتي لرواية هويل. يظهر في تلك القصة شكل من أشكال الذكاء الفضائي يملك معلومات مختزنة على سلسلة من الحواسيب اللوحية قابعة في كومة مختلطة. ونظرا إلى أن ذلك الذكاء يتمتع بما وصفه المؤلفان بأنه قدرة تنبؤية متواضعة، فإن أي حاسوب لوحي يلتقطه سيكون هو الحاسوب الذي يرغب في قراءته. وقد أوحى لي هذا (وكذا حقيقة أن زوجتي أيضا في ذلك الوقت كانت تعمل أمينة مكتبة) بنسخة من التشبيه الذي توصل إليه هويل، قائمة على فكرة المكتبة.
تخيل مكتبة توصف فيها أحداث كل سنة (أو كل أسبوع أو كل يوم أو أيا ما كان) في سلسلة من الكتب مرتبة بعناية في أرفف متراصة عبر جدرانها. وكما هو الحال مع كوات هويل، يحوي كل كتاب معلومات موثوقة حول محتويات الكتب الأدنى منه في التسلسل، ومعلومات مبهمة وغير موثوقة حول الكتب الأعلى منه في التسلسل. لكن ليس بالضرورة أن تكون الكتب متراصة بعناية ونظام على الجدران. جرب أن تلقي بها في شكل كومة مختلطة بغير نظام على الأرض، وأيا كان الكتاب الذي ستلتقطه لتقرأه، ستجد أنه لا يزال يحوي معلومات موثوقة حول الكتب الأدنى منه في التسلسل ومعلومات مبهمة وغير موثوقة حول الكتب الأعلى منه في التسلسل. لست في حاجة حتى لأن تتمتع بقدرة تنبؤية متواضعة. فحتى لو أزيلت كل الصفحات من الكتب وكانت متناثرة على الأرض، ستظل «القصص» صالحة للقراءة، بشرط أن تحمل كل صفحة رقما يشير إلى الكتاب الذي تنتمي إليه ورقما آخر يشير إلى موضعها في الكتاب. وكل صفحة من صفحات الكتب ستتوافق مع «لحظة راهنة». «في واقع الأمر، نحن نظن أن الوقت «يمر»، أو يتدفق أمامنا، لكن ماذا لو كنا نحن من نمضي إلى الأمام، من الماضي إلى المستقبل، في حالة اكتشاف دائم لكل ما هو جديد؟ سيكون الأمر أشبه قليلا بقراءة كتاب. إن محتوى الكتاب موجود دفعة واحدة بين دفتيه. لكنك لو أردت أن تقرأ القصة وتفهمها، ينبغي أن تبدأ بالصفحة الأولى، وتمضي قدما بالترتيب دائما. وهكذا سيصنع الكون كتابا غاية في الروعة، وسنكون نحن قراء غاية في الضآلة.»
أورسولا كيه لي جوين، رواية «النازحون»
لا يختلف هذا في واقع الأمر عن الطريقة التي تعمل بها ذاكرة الكمبيوتر. فحين أحفظ كتلة نصية ما، كهذا الفصل مثلا، فإنها لا توضع داخل جهاز الكمبيوتر في شكل مجموعة مرتبة من الأصفار والآحاد، بل تخزن في شكل كتل، قطعة هنا وقطعة هناك، في أي مساحات متاحة من الذاكرة. ويكون لكل كتلة علامة أو عنوان يحدد الموضع الذي تنتمي إليه تحديدا في السردية بأكملها. والمصادفة أنني أكتب كل فصل على حدة (ليس بالضرورة بالترتيب الذي تظهر به الفصول في النهاية) وأحفظها على نحو منفصل، وأراجع بعضها بين الحين والآخر، حتى أنتهي من الكتاب. ثم أجمعها في ملف واحد لأخرج الكتاب في صورته الكاملة. لكن حتى هذه المرحلة الأخيرة لا تقتضي أن يجمع الكمبيوتر الفصول معا في كتلة واحدة؛ إذ يعاد تصنيفها بحيث أرى سردية مستمرة لها بداية ومتن ونهاية حين أفتح الملف على شاشة الكمبيوتر أو حين أطبعها (وهو أمر نادر الحدوث).
بعد نحو ثلاثين عاما من قراءتي لرواية «الأول من أكتوبر متأخر للغاية» وكذا رواية «وولفبين»، التقيت شخصا أمهر مني كثيرا أرسى كل هذه الأفكار على أساس أكثر متانة. هذا الشخص هو جوليان باربور، ويمكنك أن تجد أفكاره في كتابه «نهاية الزمن» الذي نشر في عام 1999.
6
يتناول باربور لغز ما يطلق عليه «الإحساس البالغ القوة بأن للزمن اتجاها»، لكنني ناقشت أمر سهم الزمن في تصوري الثاني؛ لذا لن أخوض في التفاصيل هنا. وتتمثل استعارته المفضلة للتعبير عن أحد أشكال فكرة الكون كوحدة زمكانية في سلسلة من «لقطات ثلاثية الأبعاد»، قد تحتوي على ذكريات للقطات أخرى. وكما كتب في تسعينيات القرن العشرين، فقد أشار إلى أن بالإمكان إنتاج هذه اللقطات الثلاثية الأبعاد «إذا ما أخذ أشخاص مختلفون كثر لقطات عادية ثنائية الأبعاد لمشهد ما في اللحظة ذاتها»، واستخدام تلك اللقطات للخروج بصورة ثلاثية الأبعاد للعالم. وبعد عقدين من الزمن، أصبح هذا إجراء روتينيا، يحبه المعلنون بصفة خاصة؛ إذ يستخدمون مجموعة من الكاميرات يتصل بعضها ببعض لتصوير حركة شيء، كتصوير بجعة تطير، وذلك من أجل الخروج بصورة يمكن بالفعل النظر إليها من أبعاد ثلاثة. يقول باربور إن الفضاء هو «الصمغ» الذي يلصق هذه اللقطات معا. فالعالم يتكون من «لحظات راهنة» يلتصق بعضها ببعض على هذا النحو.
جوليان باربور
ديفيد باركر/ساينس فوتو لايبراري
ناپیژندل شوی مخ