تسعه تصورات عن وخت: وخت سفر تر واقعيت او تخیل پورې
تسعة تصورات عن الزمن: السفر عبر الزمن بين الحقيقة والخيال
ژانرونه
ومن بين خصائصه المثيرة الأخرى، نجد أن الوتر الكوني يختبر توترا سلبيا؛ بمعنى أنك لو قمت بمط قطعة منه، فستتمدد أكثر بدلا من أن تحاول الرجوع إلى شكلها الأصلي. يقدم هذا وسيلة مفيدة لمساعدة آلة تيبلر زمنية من الصمود طويلا بما يكفي لتتشكل حلقة مغلقة؛ شريطة أن تتمكن من أن تحوز قطعة من وتر كوني. والفترة التي ستصمد فيها الآلة طويلا بما يكفي ليست طويلة على الإطلاق: تذكر أن المتفردة تتشكل لوهلة خاطفة فحسب.
هذه قصة مألوفة. إن تيبلر يخبرنا بأن السفر عبر الزمن ممكن بالفعل من حيث المبدأ، إلا أن الصعوبات العملية المرتبطة بإنشاء آلة الزمن هي صعوبات ضخمة. لكن هب أن الطبيعة فعلت ذلك لأجلنا؟ فالطبيعة في النهاية تمتلك وفرة من النجوم النيوترونية السريعة الدوران ووفرة من الوقت أيضا. فالنباضات الملي ثانية تدور بسرعة كبيرة جدا؛ لأنها تجذب المادة من نجم مرافق قريب منها، مما يزيد من سرعتها مثل متزلج الجليد الذي يدور حول نفسه ويضم ذراعيه لزيادة سرعة الدوران. وهناك ما يربو على 3 آلاف نجم نابض ملي ثانية. والكثير منها يوجد في شكل عناقيد كروية، وهي مجموعات شبه دائرية من النجوم لا يتجاوز قطرها بضع عشرات من السنين الضوئية، ويحتوي كل عنقود منها على ما يقارب مليون نجم. وتعتبر هذه الظروف مثالية لتشكيل نجوم ثنائية؛ فمن بين كل خمس نجوم نابضة في العناقيد الكروية هناك أربعة منها نباضات ملي ثانية، والعنقود المعروف باسم الطوقان 47 يملك وحده 25 نجما منها.
ونباضات الملي ثانية تكاد تكون آلات زمنية طبيعية، حتى إنه من الصعب مقاومة تخمين أن بعضها ربما انتقل إلى الخطوة التالية. وإن تمكن أحفادنا من اكتشافها وفك شفرتها في المجرة في عمومها، فالأرجح أنهم سيجدون آلة زمن لا أن يصنعوا واحدة.
إن وجدت صعوبة في قبول هذا الحديث عن سحب نسيج الزمكان وقلبه على محمل الجد، فلتعد التفكير ثانية. فقد قيس تأثير ذلك بالفعل، وإن كان على نطاق أصغر بكثير مما ستحتاج إليه لبناء آلة زمن. الأمر يحدث مع أي كتلة دوارة، مهما كانت صغيرة. لكنها كبيرة بما يكفي لرصدها بالنسبة إلى الأجسام الصغيرة التي تدور حول الأرض. في ستينيات القرن العشرين، أدرك باحثون يعملون في جامعة ستانفورد أن هذا السحب للزمكان لو حدث كما تنبأت نظرية أينشتاين العامة، فإنها ستظهر في صورة تأثير على سلوك الجيروسكوبات أو المدوارات الدوارة في مدارها حول الأرض. فوفقا للنظرية، سيؤدي السحب الذي تتسبب به الأرض أثناء دورانها للزمكان إلى تمايل المدوارات - أو دورانه - بعض الشيء. والتأثير المتوقع ضئيل للغاية؛ لكن فريق جامعة ستانفورد أمضى نحو 50 عاما في إنجاز مشروع لقياسه. فصنعوا مدوارات متوازنة تماما، في شكل كرات من الكوارتز شبه كاملة الاستدارة بحجم كرات البنج بونج ومغطاة بالنيوبيوم الفائق التوصيل لإنتاج حقل مغناطيسي، ما أتاح إمكانية مراقبة دورانها؛ إذ كانت تدور بسرعة 5 آلاف لفة في الدقيقة.
قامت مجموعة من الأجهزة برصد حركة المدوارات وهي تدور بحرية في ظروف من انعدام الوزن بداخل سفينة الفضاء، وذلك لقياس مداورتها. وقد عرف المشروع حين بدأ باسم «تجربة ستانفورد للمدوارات المنعدمة الوزن»، لكن مع إطلاق تلك المدوارات، أصبحت تعرف رسميا أكثر باسم «مسبار الجاذبية ب» (كانت تجربة مسبار الجاذبية أ هي التجربة الأسبق، وقد ناقشناها في تصوري الثاني). دار مسبار الجاذبية ب حول الأرض من القطب إلى القطب طيلة سبعة عشر شهرا بدأت من يوم العشرين من شهر أبريل عام 2004. رصدت الأجهزة على متن السفينة الفضائية حركة أربعة مدوارات، وقارنت تناسق محاور دورانها مع اتجاه يشير إلى نجم دليل. وعلى المدار القطبي للمسبار، أخذ «تباطؤ الإطار المرجعي» الناتج عن دوران الأرض يدفع المدوارات شيئا فشيئا بين الشرق والغرب.
غير أن هذا لم يكن التأكيد الأول لتأثير تباطؤ الإطار المرجعي. ففي عام 2004، قاس إجنازيو سيوفوليني بجامعة روما وزملاء له تباطؤ الإطار المرجعي عن طريق تتبع مدارات الأقمار الصناعية المعروفة باسم «لاجيوس 1» و«لاجيوس 2». كان هذان القمران الصناعيان عواكس بسيطة، أطلقت في العامين 1976 و1992، واستخدمت في الأساس لرصد حركة سطح الأرض. تتكون هذه الأقمار الصناعية من كرات نحاسية بسيطة مغطاة بالألومنيوم يبلغ قطرها 60 سنتيمترا وكتلتها 400 كيلوجرام و11 كيلوجراما على التوالي. وكل منها مغطى بعدد 426 عاكسا؛ لذا يبدوان وكأنهما كرتا جولف ضخمتان. كان هدف مهام لاجيوس هو إرسال نبضات ليزرية من الأقمار الصناعية لقياس المسافة بين نقاط على سطح الأرض ما يقدم - بين أشياء أخرى - قياسا مباشرا لحركة القارات المرتبطة بالصفائح التكتونية («الانجراف القاري»). لكن سيوفوليني أدرك أن بالإمكان استخدام تلك الأقمار بطريقة أخرى. فعن طريق الرصد الدقيق للاتجاه الذي دارت فيه المستويات المدارية للأقمار الصناعية، بمساعدة أشعة الليزر، قاس الفريق تأثير تباطؤ الإطار المرجعي بدقة تصل إلى 10
.
3
لكن وكما أشاروا، لا يعني هذا أن مسبار الجاذبية ب كان مضيعة للوقت. فقد قال سيوفوليني «علي أن أثني على فريق مسبار الجاذبية ب لما توصلوا إليه من نتائج؛ لأن تجربة هذا المسبار صعبة وجميلة للغاية.»
هذا يعني وجود تجربتين صعبتين وجميلتين تؤكد كل منهما على نحو مستقل عن الأخرى أن عملية الدوران تقلب الزمكان. إن معادلات أينشتاين على حق (لا عجب في هذا)، ويمكن لآلة زمن واحدة على الأقل أن توجد إما بفعل الطبيعة أو بفعل هندسة غاية في التقدم. لكن هذا ليس كل ما في الأمر. فمعادلات أينشتاين تضع في الاعتبار أيضا إمكانية وجود نوع ثان من آلات الزمن.
هوامش
ناپیژندل شوی مخ