24

تسعه تصورات عن وخت: وخت سفر تر واقعيت او تخیل پورې

تسعة تصورات عن الزمن: السفر عبر الزمن بين الحقيقة والخيال

ژانرونه

ولد أسيموف في روسيا إما في أواخر عام 1919 أو في أوائل عام 1920، لكنه انتقل مع أسرته إلى الولايات المتحدة في عام 1923، وفقدت سجلات ميلاده الأصلية؛ فاختار أن يحتفل بمولده يوم الثاني من شهر يناير. بدأ أسيموف كتابة القصص القصيرة عام 1939. وبعد مسيرة تعليمية قطعتها الخدمة العسكرية، عكف أسيموف، في النصف الثاني من أربعينيات القرن العشرين على إعداد رسالة دكتوراه في جامعة كولومبيا، وكانت الرسالة تشتمل على تجارب باستخدام الكاتيكول، وهو مادة تتكون طبيعيا وتشكل بلورات بيضاء خفيفة تتحلل في الماء بسرعة كبيرة. تذكر أسيموف لاحقا أنه وبينما كان يضيف تلك البلورات إلى الماء ذات يوم، خطر له أن تلك البلورات لو تحللت بأسرع مما هي عليه، فإنها ستتحلل قبل أن تلامس الماء. وعلى سبيل الاستراحة من إنهاء رسالة الدكتوراه قبل مناقشتها، كتب أسيموف ورقة علمية ساخرة بعنوان «خواص الذوبان المزمن للثيوتيمولين المعاد تصعيده»

6

تدور حول هذه المادة الخيالية التي كانت تفعل ذلك تماما؛ إذ كانت تتحلل في الماء «قبل» إضافته إلى البلورات بمدة مقدارها 1,12 ثانية. وكان من البديهي أن يعرض ما كتبه على جون دبليو كامبل، محرر مجلة «أستوندينج» كما كان اسمها حينها. أبدى كامبل سعادته وترحيبه بنشر هذه الورقة، لكن أسيموف كان قلقا من أن ممتحنيه قد يعترضون على مثل هذا العبث؛ لذا اتفق على أن تنشر تحت اسم مستعار. ولكن في واقع الأمر، نشرت الورقة في عدد المجلة لشهر مارس من عام 1948 باسمه. وكما اعترف أسيموف لاحقا، كان كامبل يعرف أكثر. فلم يشعر أحد بالغضب أو الإهانة، وحصل أسيموف على درجة الدكتوراه، وذاع صيت «أسيموف» على نطاق واسع في الدوائر الأكاديمية وكذا عند محبي الخيال العلمي.

فيما يلي فقرة رئيسية في «المقال» تسلط الضوء على أهمية هذا المركب:

إن حقيقة أن المركب الكيميائي قد تحلل قبل إضافة الماء جعلت من الطبيعي محاولة سحب الماء بعد التحلل وقبل إضافته. ولحسن حظ قانون حفظ الكتلة والطاقة، لم ينجح هذا قط؛ لأن عملية التحلل لم تحدث إلا عند إضافة الماء في النهاية. والسؤال الذي يطرح نفسه في الحال بالطبع هو كيف يمكن لمركب الثيوتيمولين أن «يعرف» مسبقا إن كان الماء سيضاف في النهاية أم لا.

من الواضح أن الأمر هنا يتطلب نوعا من أنواع التواصل العكسي في الزمن.

لكن كانت هذه مجرد بداية فقط لملحمة مركب الثيوتيمولين. فقد ظهر «مقال» آخر في العام 1953 وأدرج كلاهما في المجموعة القصصية بعنوان «تريليون واحد فقط» (عام 1957)، حيث تعرضت لهما لأول مرة . لكن القصة ذات الصلة هنا هي قصته الثالثة عن مركب الثيوتيمولين بعنوان «الثيوتيمولين وعصر الفضاء». يصف أسيموف هذه المرة «بطارية اتصال طويل الأمد»، وهي مجموعة من الأجهزة يتصل بعضها ببعض، ومن خلال إضافة الماء لتحليل الثيوتيمولين في إحدى الحجيرات، تفعل إضافة الماء في الحجيرات التالية في سلسلة تتكون من 77 ألف جهاز «كرونومتر داخلي»، بحيث تتحلل عينة من الثيوتيمولين في نهاية الخط قبل يوم من إضافة الماء في الحجيرة الأولى. ويؤدي هذا إلى تعقيدات حين يحاول الباحثون خداع الآلة عن طريق عدم إضافة الماء إطلاقا، لكن في كل حالة كانت تقع حادثة عارضة أو كارثة طبيعية (؟) (بلغت ذروتها في شكل إعصار)، ما يؤدي إلى دخول الماء إلى النظام. وفي قصة أخيرة له بعنوان «ثيوتيمولين إلى النجوم» المنشورة عام 1973 وتدور أحداثها في المستقبل البعيد، «يوضح» أن الماء إذا «لم» يضف إلى جهاز يقوم على أساس عينة متحللة من الثيوتيمولين، فإنه سيسافر في المستقبل بحثا عن الماء.

يمكنك أن ترى تداعيات هذا السيناريو الخيالي على التجارب التي أجراها تشياو ونيمتز. إن بنية مركبة من الحواجز متعددة الطبقات، كالمرايا الموضوع بعضها وراء بعض التي ذكرتها آنفا، لن تكون مختلفة تماما عن سلسلة أجهزة «الكرونومتر الداخلي» لدى أسيموف والبالغ عددها 77 ألف جهاز، ومن ثم ستضاعف تلك الحواجز العنصر المسئول عن العبور النفقي الفوتوني في السفر عبر الزمن. غير أن هذا ليس اقتراحا عمليا. لكن ليس هناك في قوانين الفيزياء ما يمكن أن يمنع ذلك، وكما يلخص كل من نيمتز وهايبل، فمن الحقائق المعروفة «أن هناك مساحات قابلة للتحقق منها ... لا يوجد بها زمن رغم إمكانية السفر عبرها.»

يثير هذا من جديد مسألة ما إن كانت «خطوط العالم» لمخروط الضوء المستقبلي مجمدة في الزمكان كتلك الخطوط الخاصة بالمخروط الضوئي الماضي، لكن وقبل أن أسهب في الحديث عن تلك التداعيات، أريد أن أتناول مجددا إمكانية قلب مخاريط الزمكان الضوئية حتى يصبح الوقت بعدا مكانيا. قد لا يكون هذا شيئا يمكن أن نقوم به في مختبر هنا على كوكب الأرض؛ لكن لربما يمكن للكون أن يفعلها نيابة عنا.

هوامش

ناپیژندل شوی مخ