207

(إنما النسيء زيادة في الكفر) (2) هو مصدر، أو اسم من نسأت الشيء، بمعنى أخرته، أو فعيل بمنى مفعول، والمراد به: الشهر الحرام المؤخر، أي إنما التأخير أو العمل الذي بسببه يصير الشهر الحرام مؤخرا زيادة في الكفر، وذلك أن العرب كانوا يعتقدون حرمة الأشهر الحرم دينا منهم تمسكوا به من ملة إبراهيم وإسماعيل 8، وكانت عامة معايشهم من الحروب والغارات، فكان يشق عليهم أن يمكثوا ثلاثة أشهر متوالية لا يغيرون فيها، فكانوا يؤخرون تحريم المحرم إلى صفر، فإذا احتاجوا إلى تأخير تحريم صفر أخروه إلى شهر ربيع الأول، وكانوا يصنعون هكذا؛ يؤخرون شهرا بعد شهر حتى استدار التحريم بأشهر السنة كلها.

وإنما قال: «زيادة في الكفر» أنه تحليل لما حرم الله عز وجل وتحريم لما حلله، فهو كفر آخر مضموم إلى كفرهم.

(ما ننسخ من آية أو ننسها) (1) قرأ ابن كثير وأبو عمرو: «ننسأها» (2) بالهمز كمنعها، من النسء بمعنى التأخير، أي نؤخرها إما بإنسائها من الصدور والذهاب بحفظها من القلوب، أو بإبطال حكمها وتلاوتها والنسخ: إبطال الحكم دون التلاوة أو نؤخر إنزالها من اللوح المحفوظ، أو نؤخر نسخها، فلا ننسخها في الحال.

(تأكل منسأته) (3) أي عصاه، وقرأ ابن جبير (4): «من سأته»؛ فصل «من» وجعلها حرف جر، وجعل «سأته» مجرورة بها. والسأة كدعة: العصا، مستعارة من سأة القوس لغة في سيتها وهي ما عطف من طرفيها، والمعنى: تأكل من طرف عصاه.

الأثر

(صلة الرحم مثراة في المال منسأة في الأجل) (5) «مفعلة» من النسء، أي سبب لتأخير الأجل، كما ورد (من أحب أن ينسأ في أجله فليصل رحمه) (6).

مخ ۲۱۳