67

Time Management from an Islamic and Administrative Perspective

إدارة الوقت من المنظور الإسلامي والإداري

ژانرونه

بقوله ﷺ: «بلِّغوا عني ولو آية» (١) . قال المعافى النهرواني (٢): (ولو آية، أي واحدة ليسارع كلُّ سامع إلى تبليغ ما وقع له من الآي ولو قلَّ، ليتصل بذلك نقل جميع ما جاء به ﷺ (٣) . وقد مارس النبيُّ ﷺ التفويض ممارسة عملية في حياته الدعوية، حين أرسل مصعب بن عمير إلى المدينة معلمًا، وعليَّ بن أبي طالب إلى اليمن داعية، ومعاذ بن جبل إلى اليمن أيضًا داعية وقاضيًا، والعلاء بن الحضرمي ومن بعده أَبَان بن سعيد إلى البحرين واليًا، كل ذلك لتحقيق هدف نشر الإسلام وتعليمه للناس، وإقامة دولة الإسلام على دعائم إيمانية راسخة، فصنع بذلك أمة استطاعت أن تخرج في فترة زمنية وجيزة من بوتقة التشرذم والتبعية والتقوقع داخل الجزيرة العربية، لتفتح أقطار الدنيا وتبثَّ الدعوة الإسلامية في شتى ممالك الأرض في ذلك الحين. ٣ - تقسيم العمل وتحديد الاختصاصات: لا شك بأن إسناد الأعمال لأهل الدراية بها والخبرة فيها يسهم بشكل فاعل في إنجازها على الوجه الصحيح، ما يوفر الكثير من الوقت والجهد والمال، لذا فقد جاء عن النبيِّ ﷺ التحذير من إسناد الأمور إلى غير أهلها وعَدَّه من تضييع الأمانة، فعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا ضُيِّعَت الأمانة فانتظر الساعة» قال: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: «إذا أُسنِد الأمرُ إلى غير أهله فانتظر الساعة» (٤) . وقال ﷺ مثبتًا منقصة الخيانة لمن حابى في تولية من ليس أهلًا للولاية -: «من استعمل رجلًا من عصابة وفي تلك العصابة من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله وخان المؤمنين» . (٥)

(١) البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، مرجع سابق، كتاب (٦٠)، باب (٥٠)، رقم الحديث (٣٤٦١)، ص ٦٦٦. (٢) المعافى بن زكريا بن يحيى بن حميد الحافظ العلاّمة القاضي ذو الفنون أبو الفرج النهرواني، كان أعلم الناس في وقته بالفقه والنحو واللغة، ت٣٩٠هـ. انظر: (الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان ت٧٤٨هـ، سير أعلام النبلاء، تحقيق شعيب الأرنؤوط وآخرون، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط٦، ١٤٠٩هـ، ١-٢٣، ج١٦ ص٥٤٤) . (٣) ابن حجر، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، فتح الباري شرح صحيح البخاري، مرجع سابق، كتاب (٦٠)، باب (٥٠)، شرح الحديث ذي الرقم (٣٤٦١)، ج٦ ص ٥٧٥. (٤) البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، مرجع سابق، كتاب (٨١)، باب (٣٥)، رقم الحديث (٦٤٩٦)، ص ١٢٤٥. (٥) الحاكم، محمد بن عبد الله النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، كتاب (٣٢)، رقم الحديث (٧٠٢٣)، ج٤ ص ١٠٥، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وخالفه الذهبي.

1 / 91