فألفى مركيز منتسرا جاثيا لدى قدمي ناسك عين جدة وهو يوشك أن يعترف.
فقال كبير رجال المعبد: «ماذا تعني بهذا أيها المركيز، هيا وانهض واستح وإلا فإن كان لا بد لك من الاعتراف، فها أنا ذا.»
فأجاب كنراد بوجه شاحب وصوت متهدج وقال: «لقد اعترفت لك كثيرا قبل الآن، فناشدتك الله أيها الرئيس الأعظم أن تعزب، ودعني أكشف عن مكنون نفسي لهذا الرجل الطاهر.»
فأجابه رئيس الفرسان وقال: «فيم هو أطهر مني؟ أيها الناسك، أيها المجنون، قل لي إن كنت تجسر على القول، فيم أنت تفضلني؟»
فأجابه الناسك قائلا: «أيها الرجل الوقح الدنيء، اعلم أني كالنافذة الشبكية، ينفذ النور الإلهي خلالي لصالح الآخرين وليس لي - وا حسرتاه - فيه خير، وما أنت إلا كالدعامة الصلبة لا تتلقى لنفسها النور ولا تبلغه غيرها.»
فقال كبير رجال المعبد: «لا تهذر لي بهذا، إن المركيز لن يعترف هذا الصباح إلا إن كان الاعتراف لي لأني لن أفارق جانبه.»
فقال الناسك لكنراد: «هل هذه مشيئتك؟ ولا تظنن أني سوف أصدع بأمر هذا الرجل المتكبر إن كنت ما زلت ترغب في معونتي.»
فقال كنراد مترددا: «يا ويلتي! ماذا تريدني أن أقول؟ استودعتك الله الآن، فسوف نتحدث في هذا الشأن بعد حين.»
فصاح الناسك: «قاتل الله التسويف! إنه يقتل النفس! وداعا أيها الرجل التعس، وداعا، لا إلى حين، ولكن إلى أن يلتقي كلانا حينما كان.» ثم التفت إلى كبير رجال المعبد وقال: «أما أنت «فلترتجف»!»
فأجابه صاحب المعبد مزدريا وقال: ««أرتجف!» والله إن أردت هذا ما استطعته.»
ناپیژندل شوی مخ