200

فقالت أديث: «قل له إن أفقر بنات بلانتاجنت خير لها أن تتزوج من البؤس والشقاء من أن تقترن بالشرك والكفران.»

فقال الملك: «أو«بالرق» يا أديث، والله ما أظن إلا أن هذا أقرب إلى ذهنك.»

فأجابت أديث قائلة: «ليس هذا مجال الشك الذي تشير إليه بهذه الغلظة؛ إن استرقاق الجسم قد يدعو إلى الإشفاق، ولكن استرقاق الروح يستثير التحقير والازدراء. عار عليك يا ملك إنجلترا الطروبة! لقد استعبدت فارسا جسما وروحا، وكان يوما يكاد لا يقل عنك صيتا وذكرا.»

فرد عليها الملك وقال: «هلا ينبغي لي أن أمنع قريبتي عن شرب السم، فألوث الإناء الذي يحتويه، إن لم أر وسيلة أخرى تقززها من الشراب القاتل؟»

فأجابت أديث وقالت: «إنما هو أنت الذي تدفع بي إلى شرب السم لأنه يقدم إلي في كأس من الذهب.»

وقال رتشارد: «أي أديث، إني لا أستطيع أن أقسرك على البت قسرا، ولكن حذار من إغلاق الباب الذي تفتحه السماء؛ إن ناسك عين جدة، الذي يعتبره البابا وتعتبره المجامع رسولا، قد استطلع النجم، ورأى أن قرانك سوف يصلح ما بيني وبين خصم قوي، وأن زوجك سوف يكون مسيحيا، ولذا فالأمل قوي في أن زواجك من السلطان سوف يؤدي إلى اعتناقه المسيحية والإتيان بأبناء إسماعيل إلى حظيرة الكنيسة. هيا، هيا، إنما ينبغي أن تقدمي بعض الفداء، ولا تقفي في سبيل مثل هذا المطمح السعيد.»

فقالت أديث: «قد يضحي الرجال بالأكباش والماعز، لا بالشرف والضمير. وقد نما إلي أن الأعراب ما دخلوا إسبانيا إلا عن سبيل عار فتاة مسيحية، وليس عار الأخرى بالسبيل التي يرجى منها إخراجهم من فلسطين.»

فقال الملك: «هل ترين من العار أن تبيتي عاهلة؟» «إنما عار وخزي أن ننتهك حرمة السر المسيحي المقدس بأن ندخل فيه مشركا لا يرتبط به, وأقول إنه عار وشنار أن أبيت راضية - وأنا سليلة أميرة مسيحية - على رأس حريم من الإماء المشركات.»

فسكت الملك قليلا ثم قال : «إذن ينبغي لي يا قريبتي ألا أشتبك معك في الجدل، وإن كنت أظن أن اعتمادك علي كان ينبغي أن يملي عليك الطاعة أكثر من ذلك.»

فأجابت أديث قائلة: «مولاي، إن جلالتك قد ورثت بحق كل ما كان لبيت بلانتاجنت من ثروة وجاه وملك، فلا تضنن على قريبتك المسكينة بنصيب زهيد من عزهم وفخارهم.»

ناپیژندل شوی مخ