التبيان فې تفسير القرآن - الشيخ الطوسي
التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي
ژانرونه
قال الشاعر:
اضاءت لهم احسابهم ووجوههم
دجى الليل حتى نظم الدر ثاقبه(1)
وقوله: (حوله) مأخوذ من الحول وهو الانقلاب يقال حال الحول: اذا انقلب إلى أول السنة وأحال في كلامه اذا صرفه عن وجهه وحوله عن المكان: أي نقله إلى مكان آخر: وتحول: تنقل واحتال عليه وحاوله طالبه بالانقلاب إلى مراده والحول بالعين - بالفتح - والحول - بالكسر - الانقلاب عن الامر ومنه قوله " لا يبغون عنها حولا "(2) والحوالة انقلاب الحق عن شخص إلى غيره والمحالة: البكرة والحيلة: إيهام الامر للخديعة وحال بينه وبينه: مانع والحائل: الناقة التي انقطع حملها والحائل: العير وحوله الصبا: أي دايرته ذهب به واذهبه: أي أهلكه لا ذهابه إلى مكان يعرف ومنه (ذهب الله بنورهم) والمذهب: الطريقة في الامر والذهبه: المطرة الجود.
وقوله: (وتركهم في ظلمات): أي أذهب النور بالظلمات وتاركه متاركه وتتاركوا: تقابلوا في الترك واترك اتراكا: اعتمد الترك والتركة والتريكة: بيضة النعام المنفردة لتركها وحدها والظلمات: جمع الظلمة واصلها انتقاص الحق من قوله: ولم تظلم منه شيئا أي لم تنقص واظلم الجواد الحتمل انتقاص الحق لكرمه ومن أشبه أباه فما ظلم أي ما انتقص حق الشبه وظلمت الناقة: اذا نحرت من غير علة والظلم: ماء الاسنان من اللون لا من الريق والظلم الثلج.
وقوله: (في ظلمات لا يبصرون) قال ابن عباس: إنهم بيصرون الحق ويقولون به حتى اذا خرجوا من ظلمة الكفر أطفأوه بكفرهم به فتركهم في ظلمات الكفر فهم لا بيصرون هدى ولا يستقيمون على حق وروي عنه أيضا أنه قال: هذا مثل ضربه الله تعالى للمنافقين أنهم كانوا يعتزون الاسلام فيناكحهم(3) المسلمون
---
(1) وفي رواية " الجزع " بدل " الدر ".
(2) سورة الكهف: آية 109.
(3) في الطبعة الايرانية بصيغة الماضي والظاهر من السياق ان الصيغة ما ذكرنا.
مخ ۸۶