تفسير التبيان ج1
يعني سيد كندة.
ومنه قوله تعالى: " أما أحد كما فيسقي ربه خمرا " يعني سيده ويسمى الرجل المصلح ربا قال الفرزدق بن غالب:
كانوا كسالئة(1) حمفاء اذ حقنت
سلائها في اديم غير مربوب
يعني غير مصلح ومنه قيل فلان رب ضيعة اذا كان يحاول اتمامها والربانيون من هذا من حيث كانوا مدبرين لهم واشتق رب من التربية يقال ربيته وربيته بمعنى واحد والربى الشاة ولدت حديثا لانها تربى.
وقوله (رب العالمين) أي المالك لتدبيرهم والمالك للشئ يسمى ربه ولا يطلق هذا الاسم إلا على الله وأما في غيره فبقيد فيقال: رب الدار ورب الضيعة وقيل انه مشتق من التربية ومنه قوله تعالى: (وربائبكم اللاتي في حجوركم) ومتى قيل في الله انه رب بمعنى انه سيد فهو من صفات ذاته.
واذا قيل بمعنى انه مدبر مصلح فهو من صفات الافعال والعالمين جمع عالم وعالم لا واحد له من لفظه كالرهط والجيش وغيرذلك والعالم في عرف اللغة عبارة عن الجماعة من العقلاء لانهم يقولون جاءني عالم من الناس ولا يقولون جاءني عالم من البقر وفي عرف الناس عبارة عن جميع المخلوقات وقيل انه ايضا اسم لكل صنف من الاصناف وأهل كل زمن من كل صنف يسمى عاما ولذلك جمع وقيل عالمون لعالم كل زمان قال العجاج: فخندف(2) هامة هذا العالم وهذا قول اكثر المفسرين كابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة وغيرهم واشتقاقه من العلامة لانه علامة ودلالة على الصانع تعالى وقيل انه من العلم - على ما روى ابن عباس - قال هم صنف من الملائكة والانس والجن لانه يصح ان يكون كل صنف منهم عالما فان قيل كيف يجوزان يقول الحمد لله والقائل هو الله تعالى وان(3) كان يجب ان يقول الحمد لنا.
قيل العالي الرتبة اذا خاطب من دونه لا يقول كما يقول للنظير ألا ترى ان السيد يقول لعبده الواجب ان تطيع سيدك ولا
---
(1) سلا السمن: عالجه.
(2) لقب اولاد الياس بن مضر.
(3) وكان يجب.
مخ ۳۱