التبيان فې تفسير القرآن - الشيخ الطوسي
التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي
تفسير التبيان ج1
من يشك في ان موسى (ع) ما بين الحق.
وقال عبدالرحمان: يريد انه حين بينها لهم، قالوا هذه بقرة فلان.
الآن جئت بالحق وهو قول من حوزانه قبل ذلك لم يجئ بالحق على التفصيل - وإن تى به على وجه الجملة -
وقوله: (فذبحوها وما كادوا يفعلون) يحتمل امرين: احدهما - كادوا لا يفعلون اصلا، لغلاء ثمنها، لانه حكي عن ابن عباس ومحمد ابن كعب انهم اشتروها بمل_ء جلدها ذهبا من مال المقتول. وقيل بوزنها عشر مرات.
والثاني - ما قال عكرمة ووهب كادوا ألا يفعلوا خوفا من الفضيحة على انفسهم في معرفة القاتل منهم، قال عكرمة ما كان ثمنها إلا ثلاثة دنانير.
اللغة: ومعنى كاد: هم ولم يفعل.
ولا يقال كاد أن يفعل. وانما يقال كاد يفعل، قال الله ما كادوا يفعلون قال الشاعر: قد كاد من طول البلى ان يمصحا(1) يقال مصح الشئ اذا فني وذهب. يمصح مصوحا.
وانشد الاصمعي:
كادت النفس ان تفيض عليه
اذ ثوى حشو ريطة وبرود(2)
ولا يجئ منه إلا فعل يفعل وتثنيتها.
وقال بعضهم: قد جاءت بمعنى إيقاع الفعل لا بمعنى الهم والقرب من ايقاعه، وانشد قول الاعشى: قد كاد يسمو إلى الجرباء وارتفعا الجرباء: السماء: أي سما وارتفع وقال ذو الرمة:
لو أن لقمان الحكيم تعرضت
لعينيه مي سافرا كاد يبرق(3)
أي لو تعرضت لعينيه أي دهش وتحير.
وروي عن ابي عبدالله السلمي انه قرأ لا ذلول بفتح اللام غير منون وذلك لا يجوز لانه ليس المراد النفي وانما المراد
---
(1) اللسان: " مصح ". مصح الشئ مصوحا: ذهب وانقطع.
(2) اللسان: " نفس ". النفس: الروح. الريطة: الملاءة لا برودج يرد وهو الثوب المخطط.
(3) اللسان: " برق " برق يبرق بروقا: تحير.
مخ ۲۹۸