التبيان فې تفسير القرآن - الشيخ الطوسي
التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي
ژانرونه
تفسير التبيان ج1
المعنى: وقوله: " واتينا موسى الكتاب " معناه اعطيناه. والكتاب يريد به التوراة.
وأما الفرقان فقال الفراء وقطرب وتغلب: يحتمل أن يكون اتى موسى كتاب التوراة ومحمد الفرقان: كما قال الشاعر: متقلدا سيفا ورمحا(1) وضعف قوم هذا الوجه، لان فيه حمل القران على المجاز من غير ضرورة مع انه تعالى اخبر انه اتى موسى الفرقان في قوله: " ولقد اتينا موسى وهرون الفرقان وضياء "(2) وقال الفراء: هو كلام مثنى يراد به: التوراة. وكرر لاختلاف اللفظين: كقولهم: بعدا وسحقا، وهما بمعنى واحد.
قال الرماني: هذا المثال لا يشبه الآية، لانه جمع الصفتين لموصوف واحد على معنيين متفقين.
والاولى ان يمثل بقولهم: هو العالم الكريم فجمعت الصفتان لموصوف واحد على معنيين مختلفين وقال عدي ابن زيد:
وقددت الاديم لراهشيه
والفى قولها كذبا ومينا(3)
وقال قوم: الكتاب: التوراة والفرقان: انفراق البحر لبني اسرائيل. والفرج الذي اتاهم كما قال. " يجعل لكم فرقانا " اي مخرجا.
وقال بعضهم: الفرقان: الحلال والحرام الذي ذكره في التوراة.
وروي عن ابن عباس وابي العالية ومجاهد: ان الفرقان الذي ذكره هو الكتاب الذي اتاه يفرق فيه بين الحق والباطل.
وقال ابن زيد: الفرقان: النصر الذي فرق الله به بين موسى وفرعون: كما فرق بين محمد " ص " وبين المشركين. كما قال: " يوم الفرقان يوم التقى الجمعان "(4).
وقال ابومسلم: هو ما اوتي موسى من الآيات والحجج التي فيها التفرقة بين الحق والباطل.
---
(1) مر في 1: 65 وهو عجز بيت شطره: ورأيت زوجك في الوغى.
(2) سورة الانبياء: آية 48.
(3) في المخطوطة والمطبوعة (وقدمت).
(4) سورة الانفال: آية 41.
مخ ۲۴۰