التبيان فې تفسير القرآن - الشيخ الطوسي
التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي
ژانرونه
تفسير التبيان ج1
ووجه الاستعانة بالصلاة، لمكان ما فيها من تلاوة القرآن والدعاء والخضوع لله تعالى، والاخبات فان في ذلك معونة على ما تنازع اليه النفس من حب الرياسة والانفة من الانقياد إلى الطاعة والضمير في قوله: " وإنها لكبيرة " عائد على الصلاة عند أكثر المفسرين.
وقال قوم: عائد إلى الاجابة للنبي (عليه السلام وهذا ضعيف، لانه لم يجر للاجابة ذكر ولا هي معلومة، إلا بدليل غامض وليس ذلك كقوله " أنا أنزلناه " لان ذلك معلوم ورد الضمير على واحد، وقد تقدم ذكر شيئيين فيه قولان:
أحدهما: - انها راجعة إلى الصلاة دون غيرها على ظاهر الكلام، لقربها فيه ولانها الاهم والافضل ولتأكيد حالها وتفخيم شأنها وعموم فرضها والآخر - ان يكون المراد الاثنين وان كان اللفظ واحدا كقوله: " والله رسوله احق ان يرضوه "(1) قال الشاعر:
اما الوسامة او حسن النساء فقد
اوتيت منه أوان العقل محتنك(2)
وقال البرجمي:
فمن يك امسى بالمدينة رحله
فاني وقيار بها لغريب(3)
وقال ابن احمد:
رماني بأمر كنت منه ووالدي
بريا ومن طول الطوي رماني(4)
وقال آخر: نحن بما عندنا وانت بما عندك راض والرأي مختلف(5) وقوله " واذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا اليها " قال قوم: اللفظ واحد والمراد به اثنان وقال الفراء: راجع إلى التجارة لان تجارة جاءت فضربوا بالطبل فانصرف الناس اليها والاستعانة في الآية المامور بها على ما تنازع اليه نفوسهم من حب الرياسة وغلبة الشهوة للذة العاجلة والاستعانة بالصبر على المشقة بطاعة الله ومعنى (الكبيرة) ههنا أي ثقيلة - عند الحسن والضحاك وأصل ذلك ما يكبر ويثقل على الانسان
---
(1) سورة التوبة: آية 63.
(2) احتنك الشئ: استولى عليه.
(3) وروى (وقيارا).
(4) مر القول في هذا البيت.
(5) في هذين البيتين 1: 172.
مخ ۲۰۱