- هذا وقد يجد القارئ الرمز «زه» في نهاية تفسير لفظ قرآني أو أكثر ولا يتبعه ابن الهائم بتعقيب من عنده فيتوهّم أنه مخالف لمنهجه الذي نص عليه، ولكن مرد ذلك في الغالب إلى اختلاف عرض النص في المخطوط عن عرضه محقّقا إذ إن المخطوط يذكر الألفاظ القرآنية وتفاسيرها مسرودة متتابعة دون فاصل بين لفظ مع تفسيره وآخر، وفي نهايتها جميعا يذكر المصنف الرمز ويعقب على الأخير منها. أما التحقيق فقد حرص على أن يبدأ كل لفظ مفسّر وما يتصل به من ألفاظ أخرى إن وجدت في بداية سطر جديد. وما دام المصنف قد اكتفى بوضع الرمز آخرها كلها فيتوهم أنه أهمل الرمز مع تفسير الألفاظ السابقة لهذا اللفظ والحقيقة أنه لم يهمله.
ويشهد على ذلك أنه وضع الرمز «زه» في نهاية تفسير يُنْفِقُونَ من سورة البقرة الآية الثالثة ثم فسر بعدها الألفاظ أُنْزِلَ وقَبْلِكَ ويُوقِنُونَ. ونلاحظ أن هذه الألفاظ وتفسيراتها لم ترد في النزهة، أي أنها من زيادات ابن الهائم. ومثال ذلك أيضا أن التحقيق وضع «زه» آخر تفسير سَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ من سورة إبراهيم الآية ٣٢ ثم ذكر دائِبَيْنِ
من الآية ٣٣ واضعا إياه في بداية سطر جديد. وإذا رجعنا إلى السجستاني لم نجد هذا التفسير. ونظائر ذلك كثيرة وهي الألفاظ التي وضع المؤلف آخرها «زه» ثم لم ينقل تفسير اللفظ الذي يليها من النزهة ووضعنا أمامه () إشارة إلى عدم وجوده بالنزهة.
لكن تواجهنا ألفاظ مفسّرة مختومة بهذا الرمز وهو «زه» وكان المفروض أن الذي يليها لم يرد في النزهة أي أنه من كلام ابن الهائم، إلا أننا أحيانا نجد اللفظ المفسر الذي يليه مختوما بهذا الرمز أيضا. من ذلك أنه فسر بِشِقِّ الْأَنْفُسِ [من النحل ٧] بقوله «أي مشقّتها زه» وتلاه مباشرة تفسير وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ من الآية ٩ من السورة نفسها فقال «بيان طريق الحكم لكم. والقصد: الطريق المستقيم زه» وتفسير هذا التكرار للرمز هو أن الرمز الأول إما وضع سهوا، وإما أنه كان يليه كلام للمؤلف أو استدراك لم يرد في النزهة وسقط هذا الكلام من الناسخ أو من النسخة المنقول عنها.
هذا، وعلى العكس من ذلك قد نجد لفظا مفسرا مختوما بالرمز «زه» والذي يليه في الترتيب غير مختوم تفسيره بهذا الرمز ولكن بالرجوع إلى النزهة نجده ورد بها
1 / 29