219

طب نبوي

الطب النبوي

ژانرونه

قال الموفق عبد اللطيف في كتاب (الأربعين): وقد رأيت جماعة من أرباب العطلة والترف محفوظي الصحة، فبحثت عن سبب ذلك فألفيتهم كثيري الصلاة والتهجد .. إلى أن قال: وما أنفع السجود لصاحب النزلة والزكام.

وما أشد إعانة السجود على فتح سدة المنخرين، وما أقوى إعانة السجود على بعض الأخبثين وحدر الطعام عن المعدة والأمعاء، وتحريك الفضول المحتقنة فيها وإخراجها، إذ عنده تنعصر أوعية الغذاء بازدحامها، وتساقط بعضها على بعض.

وكثيرا ما تسر الصلاة النفس وتمحق الهم، وهي تطفئ نار الغضب، وتفيد الإحباب للحق والتواضع للخلق، وترق القلب، وتحبب العفو، وتكره قبح الانتقام.

وكثيرا ما يحضر فيها الرأي والتدبير المصيب، والجواب السديد، وتذكر العبد بما نسي، فيتفكر في مصادر أموره ومواردها ومصالح دنياه وأخراه ومحاسبة النفس، لا سيما إن أطال الانتصاب، وكان ذلك ليلا عندما تهجع العيون، وتهدأ الأصوات، وتتضام قوى العالم الأسفل، وتنزوي فواشيه، وتنتشر قوى العالم الروحاني، وتنبسط غواشيه، ولذلك أشار عليه الصلاة والسلام بقوله: (أرحنا يا بلال بالصلاة).

مخ ۲۸۳