ووجه آخر: وهو أن من الإسهال ما يكون شبيه رطوبة تلحح في الأمعاء فلا تمسك للثقل وهذا المرض يسمى ((زلق الأمعاء)).
والعسل فيه جلاء للرطوبات، فلما أخذ العسل جلا تلك الرطوبة فأحدرها فحصل البرء، ولذلك كثر به الإسهال في المرة الأولى والثانية، وهذا من أحسن العلاج، ولاسيما إن مزج العسل بماء حار.
قلت: أجمع الأطباء على هذا، ولذلك يقولون: إن احتاجت الطبيعة إلى معين على الإسهال أعينت بمثل هذا.
قلت: وهذا النوع من الإسهال يخطئ فيه كثير من الأطباء، لأنه يتوهم بجهله أن المرض يحتاج إلى دواء يمسكه، فيبقى الطبيب كلما أعطى المريض قابضا، ازداد البلاء بالمريض إلى أن ييسر الله له طبيبا حاذقا يبرئه. وهذا يدلك على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له اطلاع على سائر الأمور والأمراض وعلاجاتها، والأدوية المناسبة لها صلى الله عليه وسلم .
وقال القاضي عياض في قوله: (صدق الله وكذب بطن أخيك)، يريد قوله تعالى: {فيه شفاء للناس}، وهو قول ابن مسعود وابن عباس والحسن.
وقال قوم: الضمير فيه عائد إلى القرآن وبه يقول مجاهد.
وسياق الكلام يدل على أن المراد العسل.
وعن ابن ماجه من حديث أبي هريرة مرفوعا: (من لعق العسل ثلاث غدوات في الشهر لم يصبه عظيم من البلاء).
وقال عليه الصلاة والسلام: (عليكم بالشفاءين: العسل، والقرآن) رواه ق.
وقال جابر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن كان في شيء من أدويتكم خير: ففي شرطة محجم أو شربة عسل) رواه خ وم.
مخ ۱۶۹