12
صحيح أن بعض الأشخاص الثنائيي اللغة يحرصون على إبعاد التداخلات اللغوية عن أحاديثهم اليومية، لكن في أثناء النوم يصبح المخ في حالة من الاسترخاء، ويدع اللغة الأخرى تتسلل كما يحلو لها. (3) مشاعر الأشخاص الثنائيي اللغة
أحد الجوانب المعقدة للغاية والمثيرة للاهتمام في الثنائية اللغوية هو أسلوب تعامل الأشخاص الثنائيي اللغة مع المشاعر بلغاتهم:
خرافة: يعبر الأشخاص الثنائيو اللغة عن مشاعرهم بلغتهم الأولى، التي عادة ما تكون لغة والديهم
على الرغم من هذا المعتقد الراسخ (لكن الخاطئ)، فإن الأمور لا تكون بمثل هذه البساطة؛ بداية، لقد نشأ بعض الأشخاص الثنائيي اللغة وهم يتعلمون لغتين في وقت واحد، ومن ثم أصبح لديهم أكثر من لغة أولى واحدة يمكنهم التعبير بها عن مشاعرهم. وبالنسبة إلى الغالبية العظمى من الأشخاص الثنائيي اللغة الذين اكتسبوا لغاتهم تباعا؛ اللغة الأولى، ثم بعدها بعدة سنوات اكتسبوا لغة أخرى، فإن النمط لا يكون واضحا. قضت أنيتا بافلينكو، وهي شخص متعدد اللغات، سنوات عديدة في البحث في موضوع علاقة المشاعر بالثنائية اللغوية، وألفت كتابا حول هذا الموضوع، وخلصت فيه إلى ما يلي:
حاولت تدمير خرافة وجود علاقة بسيطة وملموسة ويمكن وصفها بسهولة بين لغات ومشاعر المتحدثين الثنائيي اللغة والمتعددي اللغات، وإظهار أن هذه العلاقة يتفاوت شكلها من شخص لآخر، وحتى من مجال لغوي لآخر لدى الشخص نفسه.
13
هذا لا يمنع أن بعض الأشخاص الثنائيي اللغة يفضلون التعبير عن مشاعرهم بلغتهم الأولى؛ التي عادة ما تكون لغتهم السائدة. فكر في جميع الأشخاص الثنائيي اللغة الذين عاشوا في المكان نفسه طوال حياتهم، والذين يستخدمون لغتهم الأولى مع أسرهم وأصدقائهم، والذين تعلموا لغتيهم الثانية والثالثة في مرحلة المراهقة، والذين يستخدمون هاتين اللغتين في عملهم بالأساس. من المنطقي أن يعبر هؤلاء عن مشاعرهم بأكثر لغة استخداما بالنسبة إليهم، وهي لغتهم الأولى. لكن كما كتبت بافلينكو، من السذاجة افتراض أن هذه الفئة الأخيرة من الثنائيي اللغة تكون لديهم روابط عاطفية مع لغتهم الأولى فقط، وأن مثل هذه الروابط لا توجد مع لغاتهم الأخرى.
14
على سبيل المثال: قد يقرر بعض الأشخاص الثنائيي اللغة الذين تعرضوا لإحدى التجارب القاسية بلغتهم الأولى، عدم استخدامها فيما بعد عندما يصبحون في موقف يمكنهم فيه ذلك. تستشهد بافلينكو بما ذكرته مونيكا شميد، وهي عالمة لغة أجرت لوقت طويل أبحاثا على نسيان اللغة، وقد ذكرت زوجين تعرف أحدهما على الآخر في ألمانيا قبل الحرب مباشرة، قبل أن يهاجرا، وبسبب الضغط النفسي الذي عاشا فيه في أثناء الحرب، لم يتحدثا الألمانية - وهي لغتهما الأولى - أحدهما مع الآخر، طوال زواجهما الذي استمر أكثر من خمسين عاما، ولا حتى فيما بينهما.
ناپیژندل شوی مخ