وأجبت في غير تردد بنعم ! وفي الحقيقة ما عرفت من التاريخ الاسلامي قليلا ولا كثيرا لان أساتذتنا ومعلمينا كانوا يمنعوننا من ذلك مدعين بأنه تاريخ أسود مظلم لا فائدة من قراءته ، وأذكر على سبيل المثال أن الاستاذ المختص في تدريسنا مادة البلاغة كان يدرسنا الخطبة الشقشقية من كتاب نهج البلاغة للامام علي ، واحترت كما احتار عدد من التلاميذ عند قراءتها ، وتجرأت وسألته إن كان هذا من كلام الامام علي حقا ، فأجاب : « قطعا ومن لمثل هذه البلاغة سواه .
ولو لم يكن كلامه كرم الله وجهه ، لم يكن علماء المسلمين أمثال الشيخ
( 38 )
محمد عبده مفتي الديار المصرية ليهتم بشرحه » .
عند ذلك قلت : إن الامام علي يتهم أبابكر وعمر بأنهما اغتصبا حقه في الخلافة فثارت تاثرة الاستاذ وانتهرني بشدة وهددني بالطرد إن عدت لمثل هذا السؤال ، وأضاف قائلا : نحن ندرس بلاغة ولا ندرس التاريخ وما يهمنا شيئا من أمر التاريخ الذي سودت صفحاته الفتن والحروب الدامية بين المسلمين وكما طهر الله سيوفنا من دمائهم فلنطهر ألسنتنا من شتمهم .
ولم أقنع بهذا التعليل وبقيت ناقما على ذلك الاستاذ الذي يدرسنا بلاغة بدون معان ، وحاولت مرارا عديدة دراسة التاريخ الاسلامي ولكن لم تتوفر عندي المصادر والامكانات لتوفير الكتب ، وما وجدت أحدا من شيوخنا وعلمائنا يهتم بها وكأنهم تصافقوا على طيها وعدم النظر فيها ، فلا تجد أحدا يملك كتابا تاريخيا كاملا .
فلما سألني صديقي عن معرفة التاريخ أحببت معاندته فأجبته بنعم ولسان حالي يقول : أعرف أنه تاريخ مظلم مسود لا فائدة فيه ، إلا الفتن والاحقاد والتناقضات .
قال : هل تعرف متى ولد عبد القادر الجيلاني ، في أي عصر ؟ قلت :
مخ ۳۱