220

كل ذلك عرفته من قبل وتيقنته عندما هددني رئيس المحكمة بالسجن فلم يبق أمامي إلا التحدي والدفاع عن نفسي بكل شجاعة فقلت للرئيس :

- هل لي أن أتكلم بصراحة وبدون خوف ، قال :

- نعم تكلم فأنت ليس لك محام . . قلت :

- قبل كل شيء أنا لم أنصب نفسي للافتاء ، ولكن ها هو زوج المرأة أمامكم فاسألوه ، فهو الذي جاءني إلى بيتي يطرق بابي ويسألني ، فكان واجبا علي أن أجيبه بما أعلم وقد سألته بدوري عن عدد الرضعات ولما أعلمني بأن زوجته لم ترضع غير مرتين أعطيته وقتها حكم الاسلام فيها ، فلست أنا من المجتهدين ولا من المشرعين .

( 217 )

قال الرئيس : عجبا ، أنت الآن تدعي أنك تعرف الاسلام ونحن نجهله ! قلت : أستغفر الله أنا لم أقصد هذا ، ولكن كل الناس هنا يعرفون مذهب الامام مالك ويتوقفون عنده ، وأنا فتشت في كل المذاهب ووجدت حلا لهذه القضية .

قال الرئيس : أين وجدت الحل ؟ قلت :

- قبل كل شيء هل لي أن أسالكم سؤالا ياسيدي الرئيس ؟ .

- قال : إسأل ما تريد .

- قلت : ما قولكم في المذاهب الاسلامية ؟ .

- قال : كلها صحيحة ، فكلهم من رسول الله ملتمس ، وفي اختلافهم رحمة .

- قلت : فارحموا إذن هذا المسكين « مشيرا إلى زوج المرأة » الذي قضى الآن أكثر من شهرين وهو مفارق لزوجه وولده بينما هناك من المذاهب الاسلامية من حل مشكلته .

فقال الرئيس مغضبا :

- هات الدليل وكفاك تهريجا ، نحن سمحنا لك بالدفاع عن نفسك فأصبحت محاميا لغيرك .

فأخرجت له من حقيبتي كتاب منهاج الصالحين للسيد الخوئي وقلت : هذا مذهب أهل البيت وفيه الدليل ، فقاطعني قائلا : دعنا من مذهب أهل البيت فنحن لا نعرفه ولا نؤمن به .

مخ ۲۲۱