قلت : وكيف لي أن أتبين في أمر معروف لدى الخاص والعام ، قال : إن أحمد أمين نفسه زار العراق وكنت من بين الاساتذة الذين التقوا به في النجف وعندما عاتبناه على كتاباته عن الشيعة اعتذر قائلا : إني لا أعلم عنكم أي شيء وأني لم أتصل بالشيعة من قبل وهذه أول مرة ألتقي فيها بالشيعة .
(1) حوقل ، يحوقل : يكثر من قول : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
( 29 )
قلنا له رب عذر أقبح من ذنب فكيف لا تعرف عنا إي شيء ومع ذلك تكتب عنا كل شيء قبيح ؟ ! ثم أضاف قائلا :
يا أخي نحن إذا حكمنا بخطأ اليهود والنصارى من خلال القرآن الكريم وهو عندنا الحجة البالغة فموقفنا ضعيف لانهم لا يعترفون به ، وتكون الحجة أقوى وأبلغ عندما نبين خطأهم من خلال كتبهم التي يعتقدونها ، وذلك من باب « وشهد شاهد من أهلها » .
نزل كلامه هذا على قلبي نزول الماء الزلال على قلب العطشان ورأيتني أتحول من ناقد حاقد إلى باحث فاقد ، لانني أحسست بمنطق سليم وحجة قوية ، وما علي لو تواضعت قليلا وأصغيت إليه ! قلت له :
أنت إذا ممن يعتقدون برسالة نبينا محمد ؟ إجاب : (ص) وكل الشيعة مثلي يعتقدون ذلك وما عليك يا أخي إلا أن تتحقق من ذلك بنفسك حتى تكون على بينة من الامر ، ولا تظن بإخوانك الشيعة الظنونا « لان بعض الظن إثم » وأضاف قائلا : وإذا كنت فعلا تريد معرفة الحقيقة وتطلع عليها بعينيك ويستيقن بها قلبك ، فأنا أدعوك لزيارة العراق والاتصال بعلماء الشيعة وعوامهم وستعرف عند ذلك أكاذيب المغرضين والحاقدين .
مخ ۲۲