والثاني: ضعيف، وهو عمرو بن مالك.
وفيه راوٍ رابع، وهو أبو الجوزاء، وقد سمعنا ما قاله فيه البخاري وما قاله فيه ابن حجر»
ولنا على هذا الكلام مؤاخذات.
الأولى: لا طائلة وراء الطعن بروح بن المسيب؛ لأنه لم يتفرد به، وإنما ذكر مقرونًا بجعفر، وهو متابع له، وما دام جعفر صدوقًا، فما معنى التركيز على روح ..؟ !
وهبهُ من أكذب خلق الله، ألا يكفينا أن جعفر صدوق!؟ (١)
ولو ذهب أهل الحديث مذهب صاحب التوضيح، لما صحّ عن الرسول ﷺ إلا النزر اليسير، إذ ما من رواية رواها ثقة إلا وقد رواها ضعيف أو كذاب، فلا يضر صدق الراوي رواية الكذاب لروايته.
والحقيقة أن هذه غريبة! بل عجيبة! أن تصدر من طالب علم فضلًا عن محقق، لأنها تخالف الفطرة والعقل، فضلًا عن الشرع وإجماع أهل العلم والفهم.
[عمرو بن مالك النكري ثقة والرد على من توهم ضعفه:
المؤاخذة الثانية على صاحب «التوضيح»:]
إطلاق الضعف على عمرو بن مالك النُّكري، والأمر ليس كذلك.
فقد وثقه الذهبي في «الميزان».
وقال في «الكاشف»:
(١) بعد تبييض ما سبق وقعت على كلام الحافظ السابق في النكت الظراف (٤/ ٣٦٧) يذكر متابعين آخرين لروح، وهما عباد بن عباد المهلبي ويحيى بن عمرو بن مالك النكري، والأول: ثقة، والآخر ضعيف.