ثم أبصرت الحقيقة
ثم أبصرت الحقيقة
د ایډیشن شمېره
الثانية
د چاپ کال
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
ژانرونه
وفاطمة والحسن والحسين أن ترد علي عيني) فبمجرد التلفظ بالحسين جاء البشير وارتد بصيرًا) (١).
وهكذا قارن التستري بين أنبياء الله الذين اصطفاهم لحمل رسالاته وبين الحسين ابن بنت رسول الله، وفرق بين أن يكون الرجل قريبًا من رسول الله وكونه سيد شباب أهل الجنة وله من الفضائل ما له وبين أن يقارن بنبي واحد فضلًا عن جميع الأنبياء كما حلا للتستري أن يقارن.
والحقيقة أنّ التستري لم يكتف بمقارنة الإمام الحسين بأنبياء الله عليهم الصلاة والسلام وبأولي العزم من الرسل بل تعدّى ذلك إلى مقارنة بين ما لله رب العباد من القدسية والعظمة سبحانه وبين ما لموت الحسين شهيدًا من قدسية حيث يقول تحت عنوان (في خصوصية عطاياه ﵇ ما نصه: (الأول: إنّ من صفات الله ﴿وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَه﴾ وله خمس معان، وقد أُعطي الحسين ﵇ ما يناسب ذلك، فإن من شيء إلا وقد بكى لمصيبته ولكن لا نفقه بكاءهم فبكاء كل شيء بحسب حاله، ولا ينحصر في تقاطر الدمع من العين، فبكاء السماء تقاطر الدم، وبكاء الأرض أنّ كل حجر يُرفع يرى تحته دم، وبكاء السمك خروجها من الماء، وبكاء الهواء إظلامها، وبكاء الشمس كسوفها، وبكاء القمر خسوفه كما ورد كل ذلك في الروايات) (٢) ولا يخفى على القارئ اللبيب أنّ التستري فيما نقلناه عنه قد أتعب مَنْ بعده في أَنْ يأتي بغلو مشابه أو أكبر، اللهم إلا التصريح بألوهية الأئمة أو أنهم أبناء الله أسوة بالنصارى القائلين بأنّ المسيح ﵇ ابن الله الإنسي.
(١) الخصائص الحسينية ص٣٦٢ (٢) المصدر نفسه ص٧٢ - ٧٣
1 / 127