Thematic Interpretation 2 - Al-Madinah University

Medina International University d. Unknown
93

Thematic Interpretation 2 - Al-Madinah University

التفسير الموضوعي ٢ - جامعة المدينة

خپرندوی

جامعة المدينة العالمية

ژانرونه

كان معه فضل ظهر، فليعُد به على من لا ظهر له» أي: من كان معه مركوب فاضل عن حاجته فليعد به على من لا ظهر له، «ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له»، يقول أبو سعيد فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل. وتخيَّلوا لو أن المسلمين فعلوا هذا فأخرج كل مسلم ما زاد عن حاجته، لعلكم معي في أنه لن يبقى معنا وبيننا فقير أو مسكين أو محتاج. ويذكر عن سهل بن سعد ﵁: «أن جاءت امرأة جاءت إلى رسول الله ﷺ ببردة منسوجة فقالت: نسجتها بيدي لأكسوكها، فأخذها النبي ﷺ محتاجًا إليها، فخرج إلينا وإنها لإزاره فقال فلان: اكسنيها ما أحسنها! قال: نعم، فجلس النبي ﷺ في المجلس ثم رجع فطواها، ثم أرسل بها إليه، فقال له القوم: ما أحسنها! لبسها النبي ﷺ محتاجًا إليها، ثم سألته وعلمت أنه لا يردّ سائلًا، فقال: إني والله ما سألته لألبسها، إنما سألته لتكون كفني. قال سهل: فكانت كفنه» رواه البخاري. وفي هذا الحديث نعرف ويتبين لنا مدى ما كان عليه رسول الله ﷺ من إيثار أصحابه على نفسه، وأنه وإن كان محتاجًا إلى الشيء لكنه إن طُلب منه أعطاه لمن طلبه، وأيضًا هذا الحديث يُبيّن حب الصحابة وتعلق الصحابة برسول الله ﷺ. ويختم الإمام النووي هذا الباب بحديث أبي موسى -رضي الله تعالى عنه- قال قال رسول الله ﷺ: «إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو، أو قل طعامهم عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية، فهم مني وأنا منهم» أي: فرغ طعامهم أو قارب على الفراغ حين ذاك يجمعون ما عندهم في ثوب واحد، أو في مكان واحد، ثم يقتسمون هذا فيما بينهم بالسوية. رسول الله ﷺ يقول: «فهم مني وأنا منهم» وفي هذا من الإيثار ما فيه كما نرى.

1 / 107