The World of the Righteous Angels
عالم الملائكة الأبرار
خپرندوی
مكتبة الفلاح
د ایډیشن شمېره
الثالثة
د چاپ کال
١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م
د خپرونکي ځای
الكويت
ژانرونه
الله ﷺ: (مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام، ومثل الذي يقرأ القرآن وهو يتعاهده، وهو عليه شديد، فله أجران) (١) .
استحياء الملائكة:
من أخلاق الملائكة التي أخبرنا الرسول ﷺ بها: الحياء؛ ففي الحديث الذي يرويه مسلم في صحيحه عن عائشة: أن الرسول ﷺ كان مضطجعًا في بيتها، كاشفًا عن فخذيه أو ساقيه، فاستأذن أبو بكر، فأذن له وهو على تلك الحال، فتحدث، ثمّ استأذن عمر، فأذن له وهو كذلك، فتحدث، ثم استأذن عثمان، فجلس الرسول ﷺ وسوّى ثيابه، فدخل، فتحدث، فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر، فلم تهتش له، ولم تُبَالهِ، ثم دخل عمر، فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عثمان، فجلست، وسويت ثيابك، فقال: (ألا استحيي من رجل تستحيي منه الملائكة) (٢) .
وقولها: لم تهتش له: الهشاشة والبشاشة: طلاقة الوجه، وحسن اللقاء.
وقولها: لم تباله: لم تحتفل به.
قدراتهم
١- قدرتهم على التشكل:
أعطى الله الملائكة القدرة على أن يتشكلوا بغير أشكالهم، فقد أرسل الله جبريل إلى مريم في صورة بشر: (واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانًا مشرفًا - فاتخذت من دونهم حجابًا فأرسلنا إليها روحنا فتمثَّل لها بشرًا سويًا - قالت إني أعوذ بالرَّحمن منك إن كنت تقيًّا - قال إنَّما أنا رسول ربك لأهب لك غلامًا زكيًّا) [مريم: ١٦-١٩] .
وإبراهيم ﵇ جاءَته الملائكة في صورة بشر، ولم يعرف أنهم ملائكة حتى كشفوا له عن حقيقة أمرهم، (ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلامًا قال سلامٌ فما لبث أن جاء بعجلٍ حنيذٍ - فلمَّا رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفةً قالوا لا تخف إنَّا أرسلنا إلى قوم لوطٍ) [هود: ٦٩-٧٠] .
وجاؤوا إلى لوط في صورة شباب حسان الوجوه، وضاق لوط بهم،
_________
(١) صحيح البخاري: ٨/٦٩١. ورقمه: ٤٩٣٧. ورواه مسلم: ١/٥٤٩. ورقمه: ٧٩٨، واللفظ للبخاري.
(٢) رواه مسلم: ٤/١٨٦٦. ورقمه: ٢٤٠١.
1 / 20