59

The Veil of the Muslim Woman: A Concise Book

مختصر كتاب جلباب المرأة المسلمة

د ایډیشن شمېره

الأولى في القدس سنة ١٤١٩ هـ/١٩٩٨

ژانرونه

الذي وافقناهم أو خالفناهم فيه، ومن نفس مشاركتهم فيه - وهذا هو الغالب على الموافقة والمخالفة المأمور بهما والمنهي عنهما، فلا بد من التفطن لهذا المعنى، فإنه به يعرف معنى نهي الله لنا عن اتباعهم، وموافقتهم مطلقًا ومقيدًا». قلت: وهذا ارتباط بين الظاهر والباطن مما قرره ﷺ في قوله الذي رواه النعمان بن بشير ﵁ قال: (كان رسول الله ﷺ يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها القداح، حتى رأى أننا قد عقلنا عنه، ثم خرج يومًا، فقال: «عباد الله لتسونَّ صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم، وفي رواية: قلوبكم» رواه مسلم. فأشار إلى أن الاختلاف في الظاهر - ولو في تسوية الصف - مما يوصل إلى اختلاف القلوب، فدل على أن الظاهر له تأثير في الباطن، ولذلك رأيناه ﷺ ينهى عن التفرق، حتى في جلوس الجماعة، ويحضرني الآن في ذلك حديثان: ـ عن جابر بن سمرة ﵁ قال: «خرج علينا رسول الله ﷺ، فرآنا حِلَقًَا، فقال: مالي أراكم عزين؟» رواه مسلم، ومعنى عزين أي متفرقين جماعة جماعة، وفيه النهي عن التفرق والأمر بالاجتماع. ٢ـ عن أبي ثعلبة الخشني ﵁ قال: «كان الناس إذ نزلوا منزلًا تفرقوا في الشعاب والأودية، فقال رسول الله ﷺ: «إن تفرقكم في هذه الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان» فلم ينزل بعد ذلك منزلًا إلا انضم بعضهم إلى بعض، حتى يقال: لو بُسِطَ عليهم ثوبٌ لعمَّهم». رواه أبو داود وابن حبان والحاكم وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.

1 / 64